وليد مادبو يكتب حول فشل الساسة السودانيون

متى تكف “الكتلة الديمقراطية” عن المشاكسة؟

لم يترك الساسة السودانيون عاصمة عربية او افريقية لم يجتمعوا فيها في الخمس عقود الماضية كي يتحاوروا ويقرروا في شأن بلادهم، وفي كل مرة يفشلوا في الالتزام بالثوابت الوطنية ويخفقوا في التوصل الى حلول بشأن القضايا المصيرية.

العلة تكمن دوماً في أن النخب الحيوية والتي تملك خبرة عملية وخلفية علمية واقفة على الرصيف فيما تجول بين العواصم تلكم التي جبلت على العمالة، الارتزاق، الخيانة، الاختلاف، النرجسية، الغوغائية، قِصر النظر وعدم الالتزام بالعهود، مُمَنِية نفسها بضرورة تصدر المشهد والاستحواذ على خانة الخلود دون اي رصيد من الانجازات بل الاخفاق تلو الاخر والعجز عن تحقيق مراد الشعب من الرفاهية، السيادة والاستقرار.

لا ادري ان كانت القاهرة تستطيع ان تنجح فيما فشل فيه الاخرون من محاولات للتوسط بين معوزين ومُفْلِسين، المحاولة لن تضر لكن الانتظار سيطيل من محنة الانسان السوداني الذي ضاق ذرعاً بمحاولات السياسيين البائسة واليائسة.

رغم ضبابيته وهلامية لغته لا اعتقد انهم سينجزون اتفاقاً افضل من الاطاري الذي يمكن ان يُطور كي يمكننا من الانتقال الى المرحلة التي تليه والتي تتمثل في ضرورة ايجاد حكومة مدنية فيما يمكن للقضايا الاخرى ان تصير بالتوازي مع محاولة الطاقم المزمع تعيينه الاهتمام بمعاش الناس وأمنهم.

هل هذه رؤية براغماتية؟ نعم، فإن (قحت) ومن يعادونها لن يجرؤا على مطالبة العسكر بالتنازل أو حتى حظر أعضاء اللجنة الامنية من الترشح في اي انتخابات قادمة دعك عن تقديم مرتكبي جريمة فض الاعتصام للمحاكمة أو تسليم عُمَر البشير ورفاقه من المجرمين المحترفين للجنائية الدولية (فجماعة جوبا كما ستكشف التحريات مستقبلاً شركاء في جريمة الابادة الجماعية التي لم تقتصر على قتل الزرقة انما شملت العرب الذين سعت بعض الحركات لابادتهم)، كما لم يعد من الممكن مناظرة البلاد وهي تسير نحو الهاوية دون العمل على اعداد خطة هي اشبه بمحاولة الاصلاح الترقيعية وقد باءت خطة الاصلاح التأصيلية بالفشل.

لقد نجحت هذه الخطة التي تبناها خريجو الجامعات الامريكية (Chicago Boys) بازاحة بينوشت -دكتاتور شيلي- من سدة والتحول بالبلاد نحو المسار الديمقراطي. فهل تنجح في السودان؟

Waleed madibo