مدحت البسيوني يكتب:أفغانستان  إلي أين تتجه.؟! 

كل الأخبار  الواردة من كابول عقب انهيار الحكومة الأفغانية في 15 أغسطس الحالي أمام طالبان، وسيطرتها علي معظم الولايات  أثناء أنسحاب أمريكا وفقا لاتفاق المصالحة بينهما تشير إلي أن خروج أكبر وأقوي جيش في العالم كان مؤلما ومأسويا ليس بمقتل 13من قواته فقط ، لكن لم يستطع أن يعود بمعظم معداته ومني بخسائر فادحة قدرها بيرس مورجان مسئول المبيعات العسكرية الأمريكية ب85مليار دولار حيث انهار جيش الحكومة الأفغانية الذي كان يتم أعدادها في دقائق وسيطرت (الحركة) علي كل الأسلحة التي وصفها بيرس بأعلي تقنية في العالم..

إلا أن السؤال المثار حاليا ماذا بعد خروج واشنطن؟ وإلي أين تتجه أفغانيستان؟ هل ستقيم طالبان دولة بمفهموها السياسي المدني أما أن تعود إلي آمارة أسلامية متطرفة دينيا؟ وتكرر سيناريو ماحدث عقب أنسحاب روسيا عام 1989عقب احتلال عشر سنوات ؟

المتابع لتصريحات قيادات طالبان التي تتحدث عن تشكيل حكومة من كل الأطياف السياسية بما فيهم المسئولين السابقين وأن يكون للمرأة دور وممثلة في النظام السياسي الذي يقوم علي مجالس نيابية  يخرج بنتيجة أن ( الحركة ) استفادة من الدروس السابقة ولن تعود إلي نظام حكمها السابق (الإمارة الإسلامية) والذي كان ملاذا للمتطرفين وتنظيم القاعدة مما دفع أمريكا إلي احتلالها عقب أحداث سبتمبر 2001 .

هل تلتزم طالبان بما تردده من تصريحات ؟ العالم كله يترقب فالعبرة بالأفعال وليس بالكلمات.. لكن المراقب المعني بالشأن السياسي لن يكون متفائلا بما تعلنه فهناك وقائع ومعطيات تدفع إلي الشك والقول أن تصريحاتهم لا تخرج عن كونها مناورة سياسية حتي تتمكن من أن تضع قبضتها كاملة علي إدارة البلاد ولعل البداية تثمن على ذلك حيث أعلنت (الحركة)  أدانتها للعملية العسكرية الأمريكية ضد تنظيم الدولة، وأعتبرتها مساسا بالسيادة رغم أن العملية الأنتحارية حصدت 59 من أرواح مواطنيها وإصابة العشرات وهذا يجعلنا أن نتشكك في علاقتها ب(التنظيم ) ..

وكان بالأحري لها أن تلتزم الصمت أن كانت صادقة  خاصة أن طالبان في مرحلة انتقال السلطة إليها ولم تتشكل مؤسسات الدولة، وهنا قد يدفعنا الي الإعتقاد  أن عملية  داعش كانت علي علم أو اتفاق مع طالبان  في اطار أرهاب  الأمريكان وسرعة الإنسحاب.. إلا أن السبب الرئيس الذي يرجح أن ( الحركة ) لن تغير سياستها كثير في حكم أفغانستان أن طالبان لديهم عقيدة تكونت من خلال الدراسة في مدارس إسلامية تنتهج الفكر المتطرف في الهند و باكستان ومن ثم ليس من السهل أن يتخلوا عنها ..

كما أن التاريخ يذكرنا أنه في عام 1994عندم بدأت طالبان الإستيلاء علي أول ولاية أعلنت أن هدفها حفظ الأمن والاستقرار والعدل ولكنها بعد ذلك تنكرت لذلك.

ومن ثم هناك مخاوف لدي الكثيرون أن تصبح أفغانيستان حاضنة للتنظيمات الأرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة..

الأمر الذي يدفع بالقول هل تعود أمريكا ومعها التحالف الدولي إلي كابول مرة أخري.. أعتقد أن بعد تكبدها كل هذه الخسائر الأمر الذي بات يهدد مستقبل بايدن مع فشلها في اقامة جيش قائم علي عقيدة قتالية وتغير ثقافي واجتماعي خلال عشرين عاما يجعلها ألا تفكر في العودة مرة أخري ..و السؤال الآن إلي أين تتجه أفغانستان ؟! وتأتي الأجابة قابلة لكل الأحتمالات

كاتب صحفي مصري