كارم يحيى يدعو خالد البلشي للترشح نقيبا للصحفيين

خالد البلشي لمعركة نقيب الصحفيين المصريين

أتمنى ألا يخذلني الزميل الأستاذ خالد البلشي في دعوته للترشيح لموقع نقيب الصحفيين المصريين 2023 ـ2025، فقد خذلني من قبل مرتين دعوته فيها للتقدم لهذه المهمة الفدائية في الزمن الصعب. في المرة الأولى عام 2019 لم أفهم أسبابه للامتناع. أما في الثانية فتفهمتها وقدرت وعذرته.

.. للزميل خالد مايؤهله لخوض المعركة من أجل موقع النقيب.، ومن بينها:

ـ حضوره الدائم الى جانب قضايا المهنة والنقابة والصحفيين.

ــ هذا الحضور منذ عرفته في بدايات الألفية بمبنى النقابة لايتوقف أو يتعثر . و لا يغيب و لا يتأثر أو يهتز سواء أكان في عضوية المجلس أم خارجه.

ــ الأداء النقابي لخالد ينطلق من قيم ديمقراطية ومهنية يجب ألا نيأس في الدفاع عنها واستعادة ما افتقدناه منها والسعي لتجسيدها في واقعنا النقابي والمهني البائس والمتدهور منذ عقود.

ــ هو مايزال لم يتقدم في العمر بعد ليصبح من بين كهول وشيوخ الصحفيين.

ــ لخالد حضوره وشعبيته وعلاقاته بين شباب الصحفيين ومن مختلف الاتجاهات.

ــ مواقفه واضحة محترمة من قضايا الحريات والحقوق في المجتمع وفي الصحافة، بما في ذلك قضية معتقلي الرأي في بلادنا وخارجها،وبما في ذلك من زميلاتنا وزملاؤنا معتقلي وسجناء الرأي.

ــ يشهد أداؤه عندما تولى مسئولية مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين خلال الدورة النقابية بين عامي 2013 و 2017 وتقاريرها على ماذكرت في الفقرة السابقة. ويقينا لم تشهد هذه اللجنة حضورا وحيوية وفاعلية بقدر ماكان عندما تولى خالد مسئوليتها. ولم يميز واللجنة حينها في مواقف الداعمة الى جانب الزملاء بينهم لاعتبارات سياسية أو فكرية أو شخصية.

ـ خالد على المستوى المهني مناضل “مناضل مهني” ، والتسمية تجوز . بل واجبة. قاد ورأس تحرير المواقع الصحفية الالكترونية ” البديل” و ” البداية”و “كاتب” نهاية لموقع “درب” اليوم في ظروف بالغة الصعوبة.وبلغت صعوبتها حجب المواقع الثلاثة الأخيرة. ومع هذا ظل “يعافر” ويواصل.واشهد وغيري له بأنه رئيس تحرير محترم لا يعتدي على النصوص المقدمة اليه. بل وينشر من الآراء ما قد يتعارض معه قناعاته الشخصية أو مصالحه. واللافت أيضا أنه قادر على ترويض جموح الملاك والإدارات ومنع تدخلها في المحتوى التحريري للصحف التي ترأسها، وحتى اليوم في تجربة “درب” الصامدة المحجوبة لليوم . ومع انها تصدر عن حزب التحالف الاشتراكي.

وبالطبع له خطه السياسي كجزب معترف به قانونا ويعمل في ظل القيود والاعتبارات المعروفة لحضراتكم حاليا، إلا أن خالد استطاع كمهني وكمؤمن بالحريات وبالتنوع والتعدد في الآراء و بقدسية المعلومة والخبر وضرورة نشرها واتاحتها أن ينجو بـ “درب” أيضا من مصير أن تصبح “نشرة حزبية ” أو “جريدة لسان حال الحزب”. ولاشك أعانه على ذلك في السنوات الأخيرة رئاسة زميل صحفي يعرف اعتبارات المهنية للحزب : الأستاذ مدحت الزاهد.

ــ خالد تعرض لمضايقات أمنية طالت حبس شقيقه (لا صلة له بالسياسة) و استدعائه أمام النيابات. وأيضا تحمل واسرته ” سفالات” صحافة التشهير والافتراءات والبذاءات. وصمد في وجه أزمة تلو أخرى دون أن يتغير أو يغير من أدائه أو خطابه أو يتخلي عن المهنية وقيم الحريات والحقوق والديمقراطية و أولوية الانحياز للزملاء والمواطنين .

ــ خالد ليس رئيس مجلس إدارة أو تحرير معين من السلطة تتضارب مصالحه في موقع النقيب مع ما يملكه من سلطة الثواب والعقاب إزاء الصحفيين.

ــ خالد لم يعرف عنه خلال توليه لمسئولية رئيس تحرير ذكرتها او بعضها هنا انه ظلم زميلا له أو تعسف معه أو تجنى على حقوقه . ولم يكن يوما ـ كما أعلم ـ من بين من قادوا تجارب فيما يسمى زورا “بالصحافة المستقلة” وكانوا يتقاضون عشرات الألوف من الجنيهات، ويتغاضون ويتواطأون في أن يدفع ملاك لصحيفة أو هم كشركاء في المليكة للزملاء بضع جنيهات لا تغني من جوع.

ــ بل أعتقد ان له مواقف مشهودة في الدافع عن حقوق الزملاء في هكذا صحف وتجارب صحفية، وأترك لغيري من الزميلات والزملاء الشباب أن يفصحوا عنها، فهم أدرى بوقائع هذه المواقف.

ــ خالد في الأخير لاينتمى فكريا وسياسيا إلى تيارات أوغلت في الانحياز للاستبداد ولصناعة الزعماء الطغاة والتنكر للديمقراطية والحريات والحقوق وفي مقدمتها بالطبع حرية الصحافة.

ــ خالد على مستوى الصفات الشخصية والنفسية يتميز بالهدوء والقدرة على الانصات والحوار والتصرف بعقلانية.

ــ خالد امتداد للجانب الايجابي المشرق من تجربة “روزا اليوسف” ، التي عمل بها والتحق من خلال التعيين فيها بالنقابة. جانب يذكرنا بالمهنية والتقاليد المحترمة والقضايا الحقيقية للأساتذة الراحلين صلاح حافظ وعبد المنعم الشرقاوي و صبري موسى وأمثالهم ومن سار على دربهم . وهو جانب يختلف تماما عن جانب آخر عكسي احمد الله ان خالد قد نجا من تأثيراته.

وربما أعود لأكتب بتفصيل أكثر عن ترشيحي للزميل الأستاذ خالد البلشي نقيبا للصحفيين المصريين. وبالطبع مع الاشارة الى سلبيات وهنات في أداء الزميل أيضا. فلا يوجد انسان خال من العيوب والسلبيات يتقدمهم أنا كارم
يحيى. 

من قبل ساندت ومنحت صوتي من أجل الزميل الأستاذ يحيى قلاش نقيبا للصحفيين، وتمنيت عليه لاحقا الترشح للمنصب. لكنه خذلني مرتين. أقول هذا مع انني أعي نفسي نقابيا منذ التسعينيات كصحفي مستقل ومعارضا لهيمنة السلطة السياسية / الأمنية ورؤساء مجالس الإدارة والتحرير .على نقابة الصحفيين المصريين. وفي الوقت نفسه لست مواليا بالكامل (وعمياني وبالطريقه الشللية) لما يسمى بـ “تيار الاستقلال”.

بل إنني كنت مختلفا وناقدا لهذا ” التيار” منذ منتصف التسعينيات، في محطات عديدة وعلنا. وعندي كتابات منشورة وغير منشورة في هذا النقد.

وعندما ترشح الزميل يحيى لانتخابات النقيب ربيع 2015 لم يمنعني تأييدي وتصويتي له من انتقاده علنا وفي ندوات انتخابية.

وهذا ما سأفعل أيضا مع الزميل خالد البلشي ، مع تمنياتي ان يستجيب لرغبتي وآخرين لأن يتقدم لمعركة نقيب 2023 ـ 2025. وأنا على عشم معه أن يكون متقبلا للنقد.

إفعلها يازميل وتوكل على الله . فأنت لها .

ياريت الأصدقاء والزملاء يتحدثوا مع الاستاذ خالد لاقناعة بالترشيح لموقع النقيب لأني أعلم ان القررا بالنسبة له لن يكون سهلا.

كارم يحيى
في يوم الاحد 4 فبراير 2023.