حلمي: الصين أنشئت صندوق بـ ٥ مليارات دولار قروض لدول حوض النيل

سحر رجب

قالت الدكتورة نادية حلمى الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية بجامعة بني سويف في تصريح خاص لـ ” وجه أفريقيا” أن مراكز الدراسات والأبحاث الصينية تولي الشأن الأفريقى إهتماماً كبيراً، بعد إطلاق الصين مبادرتها التنموية للحزام والطريق فى عام ٢٠١٣، وإنضمام ٥٠ دولة أفريقية للمبادرة، وإزدياد حرص المراكز الفكرية وصانعي القرار حول أهمية دول حوض النيل، بعد أن وجهت القيادة السياسية الصينية ممثلة في الرئيس الصينى “شى جين بينغ” الباحثين والدارسين المختصين بالشأن الأفريقى بالإهتمام بهذه المنطقة، لتوفيرمعلومات حول تاريخ دول حوض النيل وجغرافيتها، وأسواقها، وكافة الفرص المتاحة لديها.

وأشارت حلمي أن الصين إتجهت لتنفيذ عدد من الخطوات لإحتواء دول حوض النيل الأفريقية إقتصادياً، كان أبرزها إنشاء صندوق بقيمة ٥ مليار دولار كقروض ميسرة وتجارية، كما تعهدت الصين عبر (مبادرة الحزام والطريق) بمضاعفة المساعدات وبناء ٣٠ مستشفى صينى فى أفريقيا.

وأوضحت حلمي أن النفوذ الصينى تخطي فى دول منابع حوض النيل حركة النمو الإقتصادى، لأبعد من ذلك عبر التغلغل الصينى فى أعماق السياسات الداخلية لعدد من الدول الأفريقية التى تقع ضمن حدود دول الحوض، والدليل علي ذلك الإهتمام الدولى والأمريكي بالعلاقات العسكرية الصينية الأفريقية، بسبب ما يثار عن الدور الصينى الواسع فى تصدير الأسلحة للدول الأفريقية.

وأشارت حلمي إلي أن الصين تصدر أسلحة لـ ١٦ دولة أفريقية منها دول في منطقة حوض النيل حسب دراسة حديثة قام بها معهد إستوكهولم الدولى لأبحاث السلام بالسويد.

ونفت حلمي ما يشاع علي العلاقات الإستراتيجية الوطيدة بين الصين وإسرائيل فى بناء سد النهضة الأثيوبى المناهض للمصالح المصرية، وأشارت ما يربط بين الصين وإسرائيل فى أفريقيا، هو سيادة وهيمنة  من منطق التنافس الصينى – الإسرائيلى فى هذه المنطقة التي تتواجد بها أثيوبيا، وعلي العكس هناك حالة عداء إسرائيلى ملموس للجانب الصينى،  بسبب تواجده في أفريقيا وقواعده العسكرية التى أقامها فى السنوات الأخيرة فى جيبوتى حيث إعتبرت إسرائيل أن تلك القواعد العسكرية الصينية تهدد أمنها القومى ، وفق التحليل العسكرى والبحرى والإستراتيجى الإسرائيلى المدعوم من أمريكيا.

وعن أهمية دول حوض النيل للصين، قالت حلمي تكمن هذه الأهمية بعد أن  صادق (منتدى التعاون الصينى – الأفريقى)، والذى يعرف بإسم (فوكاك) فى سبتمبر ٢٠١٩ فى بكين، على خطة عمل مقترحة للتعاون الصينى الأفريقى، تتمكن من خلالها الصين مساعدة الدول الأفريقية ودول حوض النيل على الحصول على (قروض ميسرة) قيمتها أكثر من ٢٠ مليار دولار لتطوير البنية التحتية والزراعية والصناعية ومساعدة تلك الدول الأفريقية لحوض النيل بالأساس على تحقيق التنمية الذاتية والتنمية المستدامة.

وأشارت حلمي إلي أن  الصين وعدت بتدريب أكثر من ٣٠ ألف كادر من الكوادر الشابة من الدول الأفريقية فى مختلف المجالات خلال الأعوام الثلاث المقبلة، وتعهدت أيضاً بتوفير ما لا يقل عن (١٨ ألف منحة دراسية للطلاب الأفارقة ضمن حدود دول حوض النيل فى مراحل التعليم العالى والماجستير والدكتوراه فى الجامعات الصينية)

وأشارت حلمي أن الصين وضعت خمس ركائز أساسية لتوطيد علاقاتها مع دول القارة السمراء عبر مبادرة (الحزام والطريق الصينية)، شملت العمل عل إقامة علاقة صداقة متينة، وتحقيق المساواة بين الطرفين فى التجارة البينية، بالإضافة إلي الوحدة والتعاون والتنمية المشتركة، والنظرة الواحدة للمستقبل ضمن مصير مشترك للبشرية، وأصبحت هذه  الركائز الخمسة الأساس للسياسة الصينية تجاه أفريقيا وفى مقدمتها دول حوض النيل الأكثر أهمية وإستراتيجية بالنسبة للصين ومثار التنافس الإقليمى والدولى، والأكثر عمقاً وتأثيراً على الأمن القومى المصرى.