لحظة نادرة..تلك التي اجتاحتني مساء أمس وأنا أوقع على عقد إيجار المقر الجديد لنادي القصة في شارع فيصل ( التعاون) بعد أن انتزع منا مقره التاريخي في جاردن سيتي.. لحظة تطاحنت فيها مشاعر الألم مع فقدان المقر التاريخي للنادي العريق في جاردن سيتي..
وهو المقر الذي وقع عقد إيجاره العظيم يوسف السباعي في يوليو ١٩٦٠ مع المالك فؤاد باشا سراج الدين ..لينتزعه أحفاده بحكم قضائي في ١١ يناير الماضي مشاعر الألم تلك التي ظلت تطفح خلال الشهور الماضية بطوفان من الهلع من أن يلقى أثاث النادي العريق في الشارع..
مساء أمس ارتطمت بشعور اخر مغاير.. الارتياح..أننا أخيرا عثرنا على بديل يحتضن النادي العريق.. وما كانت دواخلي وحدها نهب مشاعر التطاحن تلك..بل كان هذا أيضا حال نائب رئيس مجلس إدارة النادي الأديب حسن الجوخ وأمين الصندوق الأديب سيد نجم..والمدير الإداري للنادي جاد حسين..ورغم ظروفه المرضية الصعبة حرص رئيس النادي الأديب نبيل عبد الحميد على متابعة اجراءات تحرير عقد الايجار..وأرسل ابنه احمد لمساعدتنا في مواجهة مايطرأ من مشاكل ..
هل التوقيع على عقد ايجار المقر الجديد لنادي القصة كفيل بأن يجعلنا نهجع أخيرا في واحة الاطمئنان ..؟ يقينا لا.. فالنادي مثل دار الادباء ..مثل كل منتدياتنا الثقافية العريقة يعاني من انيميا حادة في الموارد..
وسيظل توفير إيجار المقر ونفقات انشطته ومسابقاته هاجسا يشطرنا عن حلم الشعور بالاطمئنان.. لكن ثمة بصيص أمل..تبرعات المثقفين الكبار ..محمد سلماوي..محمد الباز..كمال رحيم..وغيرهم.. تلك التي كانت خلال السنوات الماضية..وستظل ان شاء الله اوكسيجين الحياة للنادي..حتى ولو في غرفة الإنعاش..!