تقرير سحر رجب
تتسارع الخطوات والجهود المصرية الحثيثة والمكوكية للتوصل إلى صفقة لوقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حماس واسرائيل، وتأتي هذه الجهود لوقف العملية العسكرية لاجتياح رفح التي تواجه رفضا مصريا ودوليا خوفا من تزايد حجم المعاناة للفلسطينين في قطاع غزة وتساقط الالاف الشهداء بسبب الاجتياح الاسرائيلي. كما تأتي هذه الجهود وسط ترقب للرد النهائي من قبل حركة حماس على بنود الصفقة المصرية بعدما أعلنت اسرائيل قبولها بعدما أبدت مرونة في تنفيذ طلبات حماس الخاصة بعودة النازحين إلى شمال القطاع والانسحاب من ممر نستاريم الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ويتوقع خلال الساعات القادمة وصول رد حماس بعدما أعلن اسماعيل هينة رئيس المكتب السياسي للحركة أنها ستتعامل بايجابية مع هذه الصفقة بعد دراستها من قبل قادة الحركة العسكريين في قطاع غزة.
وذكر مصدر فلسطيني أن وفد من حركة حماس سيصل إلي القاهرة لإستكمال المفاوضات وأن فرص الوصول لإتفاق لوقف إطلاق النار أعلى من أي وقت مضى ، وأشار المصدر أن بعض الرسائل التي أرسلتها المقاومة إلى الوسطاء العرب إن الوقت في صالح السنوار وأنه كلما طال إنتظاره زاد الضغط الدولي على دولة الإحتلال وعلى إجتياحها لغزة كما أكد علي تفائله بأن الصراع داخل حكومة إسرائيل ستجبر نتنياهو على الإستقالة.في الوقت الذي نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مسؤول قطري “كبير”، تحذيره من شن عملية عسكرية إسرائيلية برية داخل مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، معتبرا أن ذلك “سيمنع التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ويعرض حياة الرهائن للخطر”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قد توعد، بالمضي في الهجوم الذي يهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة رفح، التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.
وذكر تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، إن مصير صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس التي من شأنها وقف الحرب في غزة، أصبح الآن في أيدي شخصين يواجهان مستقبلا مجهولا بعد الحرب، هما بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار.
وذكر عدد من المحللين إن التسريبات حالياً أن حكومة نتنياهو خضعت لطلبات حركة حماس وأصبحت على بعد خطوة من قرار انهاء الحرب.
حيث بدأ أمس حسب هذه التسريبات السماح لسكان شمال غزة بالعودة دون شروط، ووافقت اسرائيل على الانسحاب من المحور الذي يفصل الشمال عن الجنوب.
في الوقت الذي يحاول نتنياهو التهرب من أثر ذلك ونتائجه وتماسك حكومته المتطرفة.
ويرجع ذلك حسب المحللين إلي الحقائق التي وضعها أمامه وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارته الأخيرة والتي جعلت كابينت الحرب يوافق على كل بنود الصفقة.
وأن تصريح نتنياهو بأنه سيقتحم رفح سواء تمت الصفقة أو لم تتم، هو لغسل ماء الوجه ولتفادي الاعتراف بفشله في تحقيق أهداف الحرب التي أعلن عنها في بداية هجومه عقب طوفان الأقصى ٧ أكتوبر الماضي.
ومن جهة أخرى كشف بلينكن لشبكة ان بي سي الإخبارية الأمريكية أنه لم يتبق لإنجاز الصفقة سوى موافقة حماس بعد أن أصبحت الكرة في ملعبها.
بالنسبة لفصائل المقاومة فإن مسألة الأطراف التي تضمن هذه الصفقة هو ما يؤخر موافقتها، إنها تريد أطرافاً دولية معينة ضامنة بالإضافة إلى الولايات المتحدة ومصر وقطر.
اجتياح رفح والتطبيع مع الرياض
وعن التقارير الإعلامية التي تفيد بتضارب الرؤى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإدارة الأميركية حيال حرب غزة، فبينما يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب ووقف القتال، يصر نتنياهو على اجتياح رفح، وهو وفقا لتسريبات إعلامية قد يُبعِده عن اي اتفاق أميركي سعودي، ويقضي على حظوظ إسرائيل في تطبيع العلاقات مع الرياض.
وسط تباين المواقف الأميركية والإسرائيلية بشأن العملية العسكرية في رفح والضغوط التي تمارسها واشنطن على تل أبيب :
هل تلجأ إسرائيل إلى إعلان وقف الحرب بهدف الحفاظ على العلاقة مع إدارة بايدن والدخول في تحالف قوي بالمنطقة والتطبيع مع السعودية؟
يأتي ذلك للأهمية التي يوليها نتنياهو إلى مسألة السلام والتطبيع مع المملكة العربية السعودية باعتباره ركيزة من ركائز السلام والأمن في المنطقة.