سحر رجب
تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة جديدة رغم استمرار القتال العنيف في كافة أرجاء قطاع غزة، وأعلن نتنياهو أن المعارضين داخل الائتلاف لن يعيقوا الاتفاق بعدما قدم رئيس الموساد للوزراء الخطوط العريضة للمرحلة الأولى من الصفقة، مع إمكانية إطلاق سراح المزيد، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس لعائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة أنه لن يوافق على صفقة لإطلاق سراح الأسرى إذا كانت تشكل تهديدا لأمن إسرائيل، لكنه طمأنهم أيضا بأن الاعتبارات السياسية لن تقف في طريق التوصل إلى اتفاق محتمل.
ومن جانبها لم ترد حماس على الخطوط العريضة للصفقة التي ورد أنها تمت صياغتها والموافقة عليها من قبل ممثلين إسرائيليين وأمريكيين ومصريين وقطريين في باريس يوم الأحد الماضي، ومن المتوقع أن تنقل حماس ردها عبر قطر. وبحسب ما ورد لم يتم الاتفاق على العناصر الرئيسية للصفقة، ويقال إن النقطة الشائكة المركزية هي مطالبة حماس بأن ينص الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، وهو أمر استبعدته إسرائيل.
وقالت أخبار القناة 12 إن رئيس وكالة التجسس الموساد، دافيد بارنياع، عرض المبادئ الرئيسية للصفقة الناشئة على الوزراء في كابينت الحرب يوم الاثنين، بما في ذلك إطلاق سراح 35 رهينة من النساء والمرضى والجرحى وكبار السن في المرحلة الأولى، والتي سيتم خلالها وقف القتال لمدة 35 يوما، وبعد ذلك سيتم وقف القتال لمدة أسبوع آخر، ويسعى المفاوضون خلاله إلى وضع اللمسات الأخيرة على مرحلة ثانية يتم فيها إطلاق سراح الشباب والرهائن الذين تعتبرهم حماس جنوداً، ومن ناحية أخرى أشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست إلى فترة توقف مدتها 6 أسابيع، سيتم خلالها إطلاق سراح جميع الرهائن.
وقال نتنياهو لممثلي عائلات الرهائن الثمانية عشر إن بقاء حكومته اليمينية المتشددة ليس عاملاً في اتخاذ القرار، وقال، “إذا كان هناك اتفاق جيد لدولة إسرائيل، يضمن عودة الأسرى وتحقيق أهداف الحرب، سأفعل ذلك، وبحسب ما ورد، رفض نتنياهو الخوض في تفاصيل الصفقة المحتملة وقيل إنه يرفض طلب العائلات بأن يتم إطلاق سراح الرهائن دفعة واحدة وليس على مراحل كما حدث في جولة إطلاق سراح الرهائن السابقة التي استمرت أسبوعًا في نوفمبر. وورد إنه قال خلال الاجتماع إن “عودة الرهائن يجب أن تتم على مراحل كجزء من الاتفاق”.
وفي نفس السياق، رفض رئيس الوزراء أيضًا طلبًا بإعتبار قضية إطلاق سراح الرهائن على رأس أهداف الحرب – فوق القضاء على حماس، وتجريد غزة من السلاح – وقال للعائلات “ليس من الممكن دفع هدف واحد من أهداف الحرب على حساب الإضرار بأهداف أخرى”. وقال رئيس الوزراء إنه بالإضافة إلى العمل على إخراج الرهائن، فإن إسرائيل تتقدم نحو أهدافها الأخرى في الحرب – “القضاء على حماس وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مرة أخرى”.
وتحدثت القناة 12 بالتفصيل عما قالت إنه مخطط من تسع نقاط للصفقة كما قدمها رئيس الموساد بارنياع إلى كابينت الحرب يوم الاثنين. وستشهد المرحلة الأولى إطلاق سراح 35 رهينة في هدنة مدتها 35 يومًا. وسيتم تمديد الهدنة لمدة أسبوع إضافي للسماح بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية من عمليات إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك أعضاء فرق الدفاع المدنية، والرهائن الذكور، والرهائن الذين تعتبرهم حماس جنودا.
ولم يتم بعد تحديد عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية الذين سيتم إطلاق سراحهم، مع استعداد إسرائيل لإطلاق سراح أعداد كبيرة من المخالفين الخفيفين من أجل إبقاء الأكثر خطورة في السجن، في حين تصر حماس على إطلاق سراح الأسرى “ذوي الجودة”، زمن بينهم قتلة وآخرون تلطخت أيديهم بالدماء حسبما قالت القناة 12.
وفي وقت سابق ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إطار الصفقة سيشهد إطلاق سراح جميع الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في غزة خلال فترة توقف مدتها ستة أسابيع للقتال، مقابل إطلاق سراح ثلاثة أضعاف عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وفي الوقت نفسه، قال مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة إن بي سي نيوز إن هناك “مؤشرات قوية” على أن الصفقة ستمضي قدماً، فيما انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش بشدة التفاصيل التي تم الإبلاغ عنها حول اتفاق محتمل، حيث هدد الأول بإسقاط الحكومة إذا تم التوصل إلى اتفاق “متهور”.
وكانت قوات النخبة لحماس أول من دخل إسرائيل في السابع من أكتوبر، عندما تدفق آلاف المسلحين عبر حدود غزة، وقتلوا حوالي 1200 شخص واحتجزوا 253 رهينة. ويعتقد أن 132 من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعهم على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر. وتم إطلاق سراح أربعة رهائن قبل ذلك، وأنقذت القوات رهينة واحدة. كما تم انتشال جثث ثمانية رهائن وقتل الجيش ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ، فيما أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 28 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة، وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولاً.
يذكر أن حماس تحتجز أيضا رفات جنديي الجيش الإسرائيلي أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى اثنين من المدنيين الإسرائيليين، وهما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015.
وفي علامة على جدية المفاوضات، قال زعيم حماس إسماعيل هنية إنه سيزور القاهرة لمناقشة الصفقة المحتملة، في أول رحلة علنية له إلى مصر منذ أكثر من شهر.وسوف تتركز المحادثات على مدة التهدئة خلال المرحلة الأولى من الصفقة، بالإضافة إلى عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم مقابل الرهائن حيث تطالب حماس بالإفراج عن 100-250 أسيرًا فلسطينيا مقابل كل جندي إسرائيلي تطلق سراحه.