ضحي محمد
تعرضت مدينة مراكش المغربية لزلزال قوي بسبع درجات على مقياس ريختر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 2000 شخص وأصابة أكثر من 2140 آخرين، وإلحاق أضرار بالمباني في قرى جبال الأطلس، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا بينما يكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية الأكثر تضررا، وجرى الناس الذين استيقظوا على وقع الزلزال إلى الشوارع في حالة من الرعب وعدم التصديق.
ذكرت وزارة الداخلية المغربية أن عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ارتفع إلى 2012 قتيلاً، بالإضافة إلى 2140 مصاباً. وتواصل فرق الإنقاذ المغربية استنفارها بحثا عن ناجين تحت الأنقاض.
وأعلن المرصد الأورومتوسطي للزلازل إنه سجّل اليوم الأحد هزة أرضية قوتها 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كيلومترا جنوب غرب مراكش.
وتوافد المغاربة صباح اليوم بأعداد كبيرة لمراكز التبرع بالدم استجابة لدعوة أطلقتها السلطات الصحية للمساعدة في علاج المصابين الذين يحتاجون إلى نقل دم.
وأعلن ملك المغرب محمد السادس، مساء السبت، حداد وطنيا لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ.
دمار هائل في المنازل القديمة
وفي مراكش، تعرض مسجد الكتبية الشهير، الذي بني في القرن الثاني عشر لأضرار جسيمة، لكن لم يتضح حجمها على الفور، وتُعرف مئذنته التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم “سقف مراكش”.كما نشر مغاربة مقاطع فيديو تظهر الأضرار التي لحقت بأجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة، وهي أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
وأفادت وزارة الداخلية المغربية أن ما لا يقل عن1037 شخصا لقوا حتفهم، معظمهم في مراكش وخمس ولايات قريبة من مركز الزلزال، وأصيب 1232 شخصا آخرين. وكتبت الوزارة أن من بين المصابين727 إصاباتهم خطيرة. وقال عبد الرحيم آيت داود، رئيس بلدة طلعت يعقوب، إن السلطات تعمل على تطهير الطرق في ولاية الحوز للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين، لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر.
تشتهر الحوز بالقرى والوديان ذات المناظر الخلابة الواقعة في جبال الأطلس الكبير، والقرى الأمازيغية المبنية على سفوح الجبال، في الوقت الذي حشد الجيش المغربي وخدمات الطوارئ جهود الإغاثة للمناطق المتضررة، لكن الطرق المؤدية إلى المنطقة الجبلية المحيطة بمركز الزلزال ازدحمت بالمركبات وسدت بالصخور المنهارة، مما أبطأ جهود الإنقاذ. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية أن شاحنات محملة بالبطانيات وأسرّة المخيمات ومعدات الإضاءة تحاول الوصول إلى المنطقة المتضررة بشدة.
وتُقام اليوم في المغرب صلاة الغائب بجميع المساجد ترحما على ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد ليل الجمعة.
وقال الديوان الملكي المغربي إن الملك محمد السادس أعطى تعليماته بمواصلة كافة أعمال الإنقاذ بشكل عاجل على الصعيد الميداني.
وسُجل وقوع الضحايا في الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان.
وقال مسؤول محلي إن معظم الوفيات كانت في مناطق الجبال التي يصعب الوصول إليها.
وأفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب أنه تم تسجيل زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر بإقليم الحوز، وسط البلاد، في الساعة 11:00 من ليل الجمعة بتوقيت المغرب
وأشار المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزات الارتدادية، عقب الزلزال الذي ضرب المغرب، يمكن أن تتواصل، مضيفاً أنه “يُنتظر أن تتواصل الهزات الارتدادية بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تختفي”، وفق وسائل إعلام مغربية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مبان مدمرة ومبان أخرى تهتز وشوارع يملؤها حطام متناثر. وشوهد الناس يهربون في حالة من الذعر والبعض كان يمشي وسط سحب من الغبار.
وأفادت تقارير بوجود عائلات ما زالت عالقة تحت حطام منازلها. وشهدت المستشفيات في مدينة مراكش تدفقاً للجرحى من مختلف المناطق، ودعت السلطات المواطنين إلى التبرع بالدم.
وأظهرت العديد من اللقطات التي نُشرت على منصة إكس المباني وهي تنهار، لكن البي بي سي لم تتمكن من تحديد مكان تلك المباني.
وقد قرر السكان البقاء خارج منازلهم تحسباً لوقوع زلازل أخرى قوية.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن زلزالا قويا بقوة 6.8 درجة ضرب وسط المغرب، وأضافت أن مركز الزلزال كان على بعد 71 كيلومتراً، جنوب غربي مراكش، وعلى عمق 18.5 كيلومتراً.