يستعد السودان لمزيد من إراقة الدماء، بعد تبادل طرفي الصراع الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لهدنة تقرر تمديدها أمس وسط استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث دون ظهور أي بادرة للتهدئة في الأفق.
وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت صراعات قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل (نيسان) الماضي. ويعصف العنف بالعاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور غرب البلاد رغم عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار. وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد اتفاق الهدنة الرسمي، الذي كان من المقرر أن ينتهي عند منتصف الليلة الماضية، لمدة 72 ساعة في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت «استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية».
وقال الجيش إنه يأمل في أن يلتزم من وصفهم بأنهم «متمردون» بمتطلبات تنفيذ الهدنة رغم رصد نوايا لمحاولة الهجوم على بعض المواقع. وقالت وزارة الصحة إن 528 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 4599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عدداً مماثلاً للقتلى لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
ودفع القتال السودان نحو حرب أهلية وأخرج المساعي المدعومة دولياً للانتقال إلى حكم ديمقراطي عن مسارها، كما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى بلدان مجاورة. وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي. وقال قائد قوات «الدعم السريع» بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.
وفي الخرطوم يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية. وشهد القتال حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع، التي تتمتع بقدرة أكبر على التنقل السريع، في أنحاء المدينة فيما يحاول الجيش الأفضل تجهيزاً استهدافها إلى حد كبير باستخدام الضربات الجوية من الطائرات المقاتلة والمسيَّرة.
ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى خارج السودان وأثار تحذيرات من تعرض البلاد للتفكك وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل، كما دفع الحكومات الأجنبية إلى الإسراع لإجلاء مواطنيها.