وصلت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى غانا في محطتها الأولى في جولتها التي تستغرق أسبوعًا في إفريقيا، وتم الترحيب بهاريس في مطار كوتوكا الدولي في أكرا من قبل تلاميذ المدارس الذين هتفوا ولوحوا بالأعلام الغانية والأمريكية للتعبير عن فرحتهم في العاصمة أكرا.
ووضعت هاريس، التي كانت برفقة زوجها دوغلاس إمهوف في الرحلة، يدها على قلبها وابتسمت بابتسامة واسعة أثناء نزولها من الطائرة بعد رحلة ليلية، وقالت هاريس “نتطلع إلى هذه الرحلة باعتبارها بيانًا إضافيًا للعلاقة والصداقة الطويلة والدائمة والمهمة للغاية بين شعب الولايات المتحدة وأولئك الذين يعيشون في قارة إفريقيا”، وأضافت إنها “متحمسة للغاية بشأن مستقبل إفريقيا”، مضيفة أنها ستناقش قضايا مثل زيادة الأمن الغذائي، وتغير المناخ، وزيادة الاستثمار في القارة.
جدول الأعمال
ستقضي هاريس ثلاث ليالٍ في غانا، وليلتين في تنزانيا، وواحدة في زامبيا، وهي العضو الأعلى رتبة في إدارة بايدن التي تزور إفريقيا هذا العام، ومن المقرر أن تلقي خطابًا في أكرا وأن تزور قلعة كيب كوست، حيث تم تحميل العبيد الأفارقة على متن سفن متجهة إلى أمريكا.
وستلتقي بقادة كل بلد وتضع إكليل من الزهور إحياء لذكرى تفجير عام 1998 للسفارة الأمريكية في دار السلام بتنزانيا.
كما تتضمن أجندتها أيضًا العديد من المحطات الأقل تقليدية لتسليط الضوء على مستقبل القارة حيث يبلغ متوسط العمر 19 عامًا فقط، وتسعى الولايات المتحدة إلى إصلاح العلاقات مع إفريقيا حيث تدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا بشكل سيئ في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وسعت إدارة بايدن إلى إصلاح العلاقات.
وكشفت الولايات المتحدة عن استراتيجية أفريقية في أغسطس من العام الماضي، بهدف تعزيز الديمقراطية في القارة، وفي ديسمبر الماضي، استضاف بايدن قمة مع القادة الأفارقة في واشنطن، كما أعلن دعمه لأن يصبح الاتحاد الأفريقي عضوًا دائمًا في مجموعة العشرين.
مواجهة نفوذ الصين وروسيا
وتاتي زيارة هاريس إلى غرب إفريقيا في وقت يسود فيه التنافس الجيوسياسي، حيث توسع الصين وروسيا نفوذهما في القارة من خلال تقديم المساعدة الاقتصادية والأمنية، وعلى الرغم من أن مسؤولي البيت الأبيض أكدوا أن رحلة هاريس تتعلق بعلاقة الولايات المتحدة بأفريقيا فقط، إلا أن القارة لا تزال ذات أهمية استراتيجية كبيرة حيث تقوم الولايات المتحدة بإعادة ضبط سياستها الخارجية مع التركيز على الصين، حيث حققت الصين حضورا هائلا في القارة، سواء من خلال توسيع شبكات الاتصالات أو بناء البنية التحتية.
وكانت غانا قد توصلت إلى صفقة بقيمة 2 مليار دولار (1.8 مليار ين) مع شركة صينية لتطوير الطرق ومشاريع أخرى مقابل الوصول إلى معدن رئيسي لإنتاج الألمنيوم، وتعتبر غانا هي واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في القارة، إلا أن اقتصادها يواجه أزمة ديون وتضخم متصاعد.
كما تشاركت روسيا عقودًا طويلة مع إفريقيا، حيث اكتسبت مجموعة “فاجنر” بشكل متزايد موطئ قدم في دول مثل مالي بعد طرد القوات الفرنسية، وتعتمد موسكو على حياد العديد من الدول الأفريقية بشأن الحرب في أوكرانيا للحفاظ على موقفها أيضًا، غير أن الآثار غير المباشرة للحرب مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي أضرت بالعديد من الاقتصادات الأفريقية.