كتبت – سحر رجب
في ظل استمرار وتصاعد الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة ضد النظام الحاكم في إيران، أفادت منظمة “هنغاو” الحقوقية الكردية بأن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 500 امرأة في المدن الكردية الواقعة في شمال غرب وغرب البلاد. وقالت «هنغاو» إنها تأكيد من هوية 201 من المعتقلات، مشيرة إلى 72 حالة اعتقال في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، و16 حالة في طهران. ووفقاً للمنظمة، فإن 30 شابة قاصرة دون الـ18 بين الكرديات اللاتي تم اعتقالهن خلال 110 يوما من الاحتجاجات.
ومن جانب أخر ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا” إنه حتى 29 ديسمبر الماضي قتل 508 متظاهرين، بينهم 69 قاصراً، إضافة إلى 66 من أفراد قوات الأمن، وأشارت إلى اعتقال 19196 شخصاً خلال الاحتجاجات، ولم تعط السلطات الإيرانية أية إحصائيات بشأن المعتقلين، لكنها تقول إن أغلبهم أطلق سراحهم.
ويأتي ذلك في ظل قيام السلطات الإيرانية بشن حملة صارمة على الاحتجاجات التي تقول إنها أعمال شغب بإيعاز من خصوم أجانب، فيما عبر المحتجون عن غضبهم من القوانين التي تلزم النساء بارتداء الحجاب خلال المسيرات الاحتجاجية، وظهرت ممثلات سينما ورياضيات إيرانيات في بطولات دولية خارج بلدهن دون حجاب علناً. وقال أمين اللجنة العليا للثورة الثقافية إن الشرطة “لم تكن تريد أن تكون عنيفة في الأحداث الأخيرة، لذلك تعرضوا للعنف”. ونفى ضمناً الإشارات بشأن نهاية شرطة الأخلاق.
وكان المدعي العام الإيراني قد أعلن، في مطلع ديسمبر إلغاء شرطة الأخلاق، لكن معارضين شككوا بالإعلان في ظل استمرار تطبيق قانون الحجاب الإلزامي.
وفي نفس الوقت استمرت المسيرات المناهضة للنظام في مدن محافظة بلوشستان في جنوب شرقي إيران، حيث سقط أكبر عدد من القتلى خلال اضطرابات هزت البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 17 سبتمبر الماضي. وأظهرت تسجيلات الفيديو مسيرات في مدن زاهدان وخاش وراسك ودزاب، وردد المتظاهرون شعارات “الموت لخامنئي”، و”الموت للديكتاتور”، و”الباسيج والحرس الثوري، داعشنا أنتم”، وأحرق المحتجون صور خامنئي في زاهدان.
وكان قد سقط عدد كبير من القتلى في مدينة خاش في أكتوبر الماضي، خلال مسيرات احتجاجية للتنديد بمقتل العشرات من المتظاهرين في مدينة زاهدان، وأقدمت طهران على تغيير قياديين في الشرطة، خلال الشهور الثلاثة الماضية من الاحتجاجات، قبل إقالة حاكم المحافظة وتعيين قيادي من «الحرس الثوري» في المنصب خلال الأيام الأخيرة. واتهمت السلطات، في بداية الأمر، جماعات وصفتها بـ”الانفصالية”، لكن وجهاء وشخصيات معروفة ومنظمات حقوقية دحضت رواية السلطات.
وفي هذا الصدد انتقد عبد الحميد إسماعيل زهي أبرز رجال الدين السنة في إيران عدم العمل بالدستور الإيراني رغم ما فيه من نقاط ضعف أساسية. وأرجع إسماعيل زهي المشكلات الداخلية في إيران إلى ضعف القانون. وقال”الكل يشتكي من التمييز والفساد وفقدان الحري، إنهم يطالبون بحرية التعبير والحريات التي يذكرها الدستور الإيراني”.
ومن جانب آخر انتقد إسماعيل زهي الضغوط التي مارستها السلطات على أسطورة كرة القدم الإيراني علي دائي، بعدما أجبرت السلطات طائرة مدنية على تغيير مسارها من دبي إلى جزيرة كيش؛ لمنع زوجة وابنة دائي من المغادرة.