بدأ سكان العالم الاحتفال باستقبال عام جديد عقب سنة امتلأت بالاضطرابات، وأبرزها الحرب في أوكرانيا وما نجم عنها من تأزم في سوق الطاقة وشح في الأغذية. ولا يزال العالم يحاول تجاوز المشكلات التي نجمت عن جائحة تفشي فيروس كورونا، الذي عاد مؤخرا للواجهة مع تزايد عدد الإصابات في الصين. واستعادت مدينة سيدني الأسترالية لقب “العاصمة العالمية لرأس السنة” بعد أن أدت الجائحة لتقييد الاحتفالات في العامين الماضيين.
وتساهم الاحتفالات في التخلص من مشاعر سلبية خلفتها سنة 2022 التي شهدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية وأسطورة كرة القدم بيليه والزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشيف والرئيس الصيني السابق جيانغ زيمين ورئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي.
رحيل شخصيات هامة مع نهاية العام
وشهدت الأيام الأخيرة من العام 2022 أيضا رحيل أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه (82 عاما) الخميس، والبابا الفخري بنديكتوس السادس عشر السبت (95 عاما).
وعلى صعيد آخر، لم يعكس توجه احترار المناخ ولم يعكس نمو سكان العالم: فقد تم تجاوز عتبة ثمانية مليارات شخص في تشرين الثاني/نوفمبر.
وسُجلت في هذا العام أيضا استقالات جماعية لموظفين من عملهم بعد أزمة الوباء وصفعة في احتفال توزيع جوائز الأوسكار فضلا عن تقلص ثروات أصحاب المليارات جراء تدهور قيمة العملات المشفرة.
لكن قبل كل شيء سيتذكر العالم سنة 2022 دائما لأنها شهدت عودة الحرب إلى أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا.
ففي أكثر من ثلاثمئة يوم، قُتل قرابة سبعة آلاف مدني وجُرح نحو عشرة آلاف شخص، بحسب مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
واضطر 16 مليون أوكراني للفرار من منازلهم. أما بالنسبة إلى الذين بقوا، فيتخلل يومياتهم انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وعمليات قصف روسي وحظر تجول.
كل يعيش هذا النزاع على طريقته، فهناك من يصلون بهدوء وآخرون يحتفلون، في خطوات تهدف إلى إعطاء زخم للمقاومة المشتركة.
شرقا، يبدو أن روسيا ليست في وضع يخولها الاستمتاع برأس السنة. فقد ألغت موسكو عروضها التقليدية للمفرقعات بعدما سأل رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين السكان كيف يودون الانتقال إلى العام الجديد.
حرب وجائحة
قالت إيرينا شابوفالوفا (51 عاما) وهي موظفة في حضانة، إن أمنية سكان موسكو الوحيدة هي “سماء سلمية فوق رؤوسنا”.
على الرغم من كل شيء، وعدت شبكة التلفزيون والإذاعة الروسية الوطنية (VGTRK) بأن تبث برنامجا يعكس “أجواء رأس السنة بالرغم من التغيرات في البلاد وفي العالم”.
لكن هذا العام، ستُعرض الحلقة بدون مشاركة الفنانين المعتادين ومقدم البرامج النجم ماكسيم غالكين الذي يقيم في المنفى بعدما ندد بالحرب على أوكرانيا.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه لمناسبة رأس السنة أن “الحق الأخلاقي والتاريخي في صالحنا”، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه “واثق من أننا سننتصر في هذه الحرب”.
في آسيا، تشهد الصين تفشيا واسعا لكوفيد-19، فيما يسمح التلقيح لسكان سائر دول العالم بعيش حياة شبه عادية.
وتخلت بكين فجأة عن سياستها “صفر كوفيد” مطلع الشهر، في تحول تلاه فورا ارتفاع حاد في عدد الإصابات. وفي حين تكتظ المستشفيات بالمصابين وكذلك المحارق بالجثث، غير أن الاحتفالات بعيد رأس السنة ستُقام في عدد لا يُحصى من الحانات والمسارح ومراكز التسوق في كل أنحاء البلاد.
ومع ذلك، أراد الرئيس شي جينبينغ إعطاء نفحة أمل قبل ساعات قليلة من حلول العام الجديد قائلا “بارقة الأمل أمامنا”.
في المقابل، أعلنت سلطات شنغهاي عدم إقامة أي احتفال في الواجهة البحرية الشهيرة للمدينة.
أما في البرازيل، فيتزامن اليوم الأول من كانون الثاني/يناير مع عودة رئيس البلاد السابق لولا إلى السلطة.