تمتلئ قوائم المطلوبين محليا ودوليا بأسماء قادة المليشيات في غرب ليبيا، وتسبب عدم تحرك رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، لتسليم هؤلاء، في حين سلم ضابط المخابرات السابق أبو عجيلة مسعود للولايات المتحدة، في اتهامه بـ”الكيل بمكيالين”.
ويعتبر خبراء تحدثوا أن الدبيبة المحاط في تحركاته بأمراء المليشيات المطلوبين دوليا، “يتبادل المنافع” معهم ومع جهات دولية؛ ما يدفعه لحماية هؤلاء المطلوبين.
وأبو عجيلة مسعود، اسمه ليس واردا في أي اتفاقية لتسليم متهمين، إلا أن الدبيبة نعته خلال بيان تلفزيوني بـ”الإرهابي”، قائلا إنه “صنع المتفجرات” التي استخدمت في إسقاط الطائرة الأميركية عام 1988 المعروفة بقضية “لوكربي”.
ومن بين المطلوبين للمحاكمة من المليشيات:
عبد الغني الككلي
قائد ما يسمى بـ”جهاز دعم الاستقرار”، ومعروف بـ”غنيوة”، وأشارت مصادر محلية إلى دور محتمل له في تسليم أبو عجيلة.
يواجه “الككلي” ومليشياته اتهامات بارتكاب عمليات قتل، واحتجاز لأفراد تعسفيا، منهم لاجئون، والتعذيب وفرض العمل القسري، وغيرها من جرائم مشمولة في القانون الدولي، حسب تقرير لمنظمة العفو الدولية 4 مايو الماضي.
راسلت منظمة العفو الحكومة منتهية الولاية، بشأن البلاغات ضد الككلي ونائبه السابق لطفي الحراري 19 أبريل، وطلبت إقالتهما وملاحقتهما قانونيا، لكنها لم تتلقَ ردا.
“البيدجا” و”عمو”
في الزاوية غرب طرابلس، ينشط عبد الرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا”، المتهم بالإتجار بالبشر وتهريب الوقود، وأوقفته حكومة السراج عام 2020، تحت ضغط أوروبي.
لكن البيدجا لم يمكث سوى شهور في السجن، وخرج أبريل 2021، وبدلا من محاكمته، عينه الدبيبة آمر معسكر الأكاديمية البحرية في جنزور.
وغرب الزاوية، تقع صبراتة، حيث تنشط ميليشيا “البراعم”، التابعة لـ”أحمد الدباشي”، الملقب بـ”العمو”، والمتورط في الهجرة غير الشرعية وتهريب الوقود، والمطلوب دوليا في قضايا الاتجار بالبشر.
وتستمر ميليشيا “العمو” في إرهاب الليبيين، حيث تورطت في اشتباكات ليل الجمعة الماضية، مع مجموعات منافسة، أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل.
“بلحاج” و”بادي”
سبق أن أصدر النائب العام 2019 أمر ضبط وإحضار بحقه، بتهمة الهجوم على الحقول والموانئ النفطية وقاعدة تمنهنت، وجرائم قتل وخطف، والاستعانة بالمتمردين التشاديين والسودانيين في القتال بين الليبيين.
وفي معقل الدبيبة بمصراتة، يتواجد آمر “ميليشيا الصمود”، صلاح بادي، المطلوب دوليا، والمفروض عليه منذ 2018 عقوبات أميركية.
أ
منافع متبادلة
واقعة تسليم أبو عجيلة جاءت كاشفة، وفق الباحث الليبي في الشؤون السياسية فرج زيدان، الذي يتهم الدبيبة بأنه وافق على التسليم ليكسب دعم واشنطن في البقاء أطول مدة في السلطة.
ويحذر زيدان من أن هذه الأمر يعني أن أفق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يتوق إليها الليبيون سيظل بعيدا، خاصة مع تمترس الدبيبة بالمليشيات، وتقديم الحماية والمنافع المتبادلة.
سياسة الأمر الواقع
يُرجع الكاتب الصحفي الليبي الحسن الميسوري استمرار سيطرة قادة المليشيات على الأرض، وعدم تسليمهم للمحاكمة إلى الفوضى الأمنية السائدة في غرب ليبيا منذ عام 2011، والانقسام السياسي في البلاد، الذي مكَّنهم من امتلاك الأسلحة واستخدامها لإفشال محاولات القبض عليهم.
ويضيف، أنه “حتى لو أراد أي طرف تنفيذ ملاحقة أمنية بحق أحدهم، فإنه لن يتمكن؛ لأنه لا وجود لسلطة تقوم بهذا، بينما يختلف الأمر بالنسبة لأبو عجيلة الذي لا يمتلك قوة مسلحة يستند لها”.