أخبار عاجلة

“الساعات الحاسمة فوق الكاريبي: لماذا تختفي الطائرات من أجواء فنزويلا؟”

سحر رجب

شهد المجال الجوي لفنزويلا حدثاً غير مسبوق  اليوم الأحد، بعد أن أظهرت بيانات “فلايت رادار 24” خلو السماء الفنزويلية من أي حركة طيران مدني، وسط تصاعد مخاوف من عمل عسكري أميركي وشيك. يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تحرك عسكري أميركي في منطقة البحر الكاريبي، ما أثار حالة من القلق الإقليمي والدولي.

تعليق جماعي للرحلات الدولية

أعلنت ست شركات طيران كبرى، بينها “إيبيريا” و”تاب” و”لاتام” و”أفيانكا”، تعليق رحلاتها إلى فنزويلا بعد تحذيرات أصدرتها هيئة الطيران الفيدرالية الأميركية بشأن “تصاعد النشاط العسكري” وتدهور الوضع الأمني. ووُصفت الأجواء الفنزويلية بأنها ذات “مخاطر عالية”، ما دفع الشركات لاتخاذ خطوة احترازية غير معتادة.

تحذيرات أميركية وتصعيد غير مسبوق

دعت إدارة الطيران الفيدرالية الطائرات المدنية إلى “توخي الحذر الشديد” في الأجواء الفنزويلية وما حولها. ويأتي ذلك بالتزامن مع تحركات عسكرية أميركية لافتة في البحر الكاريبي، وتزايد الحديث داخل واشنطن عن “مرحلة جديدة من العمليات” ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

استعدادات عسكرية ضخمة

وفق مصادر أميركية، نشرت الولايات المتحدة أكبر حاملة طائرات في أسطولها — “جيرالد آر فورد” — في البحر الكاريبي برفقة سبع سفن حربية وغواصة نووية وطائرات “إف-35”.

ورغم أن المهمة المعلنة هي مكافحة المخدرات، إلا أن حجم القوة المتمركزة يوحي بإمكانية تنفيذ عمليات أوسع.

كما نفذت القوات الأميركية منذ سبتمبر أكثر من 21 غارة على قوارب يُعتقد أنها تنقل مخدرات، ما أسفر عن مقتل 83 شخصاً، في مؤشر على ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية.

واشنطن تدرس “إطاحة مادورو”

ذكرت تقارير أن إدارة ترامب تدرس عدة خيارات للتعامل مع فنزويلا، بينها محاولة الإطاحة بالرئيس مادورو، الذي تتهمه واشنطن بالضلوع في شبكات مخدرات غير مشروعة.

وأكد مسؤولون أميركيون أن التحركات الحالية قد تكون “الجزء الأول” من استراتيجية جديدة للضغط على كاراكاس.

مادورو: الحل دبلوماسي وليس عسكرياً

الرئيس الفنزويلي أكد أن بلاده ستقاوم أي محاولة لإطاحته، نافياً علاقته بتجارة المخدرات، وداعياً إلى حل الخلافات بين البلدين عبر الحوار المباشر.

ورغم وجود محادثات بين واشنطن وكاراكاس، لا تزال الغموض يلفّ تأثيرها على توقيت العمليات الأميركية المحتملة.

وبين تحليق حاملات الطائرات الأميركية في البحر الكاريبي وفراغ السماء الفنزويلية من الطائرات، تبدو المنطقة مقبلة على أسبوع حاسم.

وبينما تتحدث واشنطن عن “مرحلة جديدة”، يصرّ مادورو على خيار الدبلوماسية. ويبقى السؤال: هل تتجه الأزمة إلى مواجهة عسكرية أم انفراجة سياسية؟

عن وجه افريقيا