كاراكاس – سحر رجب
في خضم تصاعد التوترات بين كاراكاس وواشنطن، نفى نائب في الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا صحة التقارير الإعلامية الأميركية التي تحدثت عن استعداد الرئيس نيكولاس مادورو لتقديم استقالته.
وأكد النائب خوان روميرو، في تصريح لوكالة ريا نوفوستي اليوم الخميس، أن الرئيس “لم يُبدِ يومًا أي نية لترك منصبه”، رغم ضغوط وصفها بـ“الهائلة” ومستمرة منذ سنوات.
وقال روميرو إن مادورو واجه أكثر من 1100 إجراء قسري أحادي الجانب، ومع ذلك “ظل ثابتًا في موقعه دون التفكير في الاستقالة”.
واعتبر أن الهدف من التقرير الذي نشرته نيويورك تايمز ليس كشف معلومات، بل محاولة دفع كاراكاس إلى التفاوض مع الولايات المتحدة من “موقع ضعف”.
وكانت الصحيفة الأميركية قد نقلت، أمس الأربعاء، عن مصادر مطلعة أن مادورو تحدث عن احتمال استقالته خلال محادثات سرية بين واشنطن وفنزويلا، مشيرة إلى موافقة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ذلك الوقت على خطط لوكالة الاستخبارات المركزية لتنفيذ عمليات سرية داخل الأراضي الفنزويلية.
التوتر الأمني بين البلدين ازداد حدّة خلال الشهرين الماضيين، إذ نفذت القوات الأميركية نحو 20 ضربة لتدمير زوارق قرب السواحل الفنزويلية قالت إنها تستخدم في تهريب المخدرات.
تصريحات ترامب الأخيرة بأن “أيام مادورو في الحكم باتت معدودة” أثارت بدورها غضب كاراكاس التي وصفت التحركات الأميركية بأنها “استفزاز واضح” ومحاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
كما أفادت تقارير إعلامية أميركية، من بينها شبكة NBC، بأن البنتاجون يدرس خيارات لشن ضربات داخل الأراضي الفنزويلية بدعوى مكافحة شبكات التهريب.
في المقابل، تؤكد فنزويلا أن هذه التحركات تتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي تُصنّف منطقة الكاريبي كمنطقة منزوعة السلاح.
وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو تواصل التنسيق مع كاراكاس وسط ارتفاع التوترات في البحر الكاريبي، مؤكدة استعداد روسيا للاستجابة لأي طلبات من الحكومة الفنزويلية.
وبين نفي فنزويلي قاطع وتصعيد أميركي متدرّج، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة أو استئناف مفاوضات سياسية حقيقية بين الطرفين.
وجه أفريقيا رئيس التحرير: سحر رجب