أخبار عاجلة

من القاهرة إلى بورتسودان: مصر تدخل ميدان الحلّ… خطوة بدر عبد العاطي نحو استعادة استقرار السودان»

سحر رجب

في لحظة تاريخية مفصلية، توجّه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى السودان، حاملاً رسالة واضحة: مصر ليست مراقِباً بعيداً عن الأزمة، بل شريك فعلي يسعى للمساهمة في حلّها. الزيارة تأتي في ظروف دقيقة تشهدها البلاد، حيث الصراع الداخلي يعمّق أزمات إنسانية وسياسية، ويحيط المخاطر بمؤسسات الدولة السودانية.

سياق الزيارة

جاء توجه عبد العاطي إلى مدينة بورتسودان في 11 نوفمبر 2025، لبحث «آفاق تطوير التعاون» بين البلدين، وعلى رأسها مواجهة تداعيات الأزمة السودانية.

مصر من جهتها تؤكّد منذ مدة أنّ استقرار السودان – سياسياً وإنسانياً – يمثل أولوية، وأن الأزمة الحالية لا تُحلّ عسكريّاً وإنما سياسياً وحوارياً.

زيارة الوزير تأتي ضمن إطار شراكة تاريخية بين مصر والسودان، مُعدّدة العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين، حيث عبّر عبد العاطي عن هذا الأمر بوضوح خلال اللقاءات.

الأهداف الرئيسية للزيارة

رسالة تأييد لوحدة السودان وسيادته

عبد العاطي شدد على أن مصر «ترفض أي محاولة لتهديد وحدة السودان أو النيل من مؤسساته الوطنية».

دعم المسار الإنساني والعون العاجل

في ظل معاناة شعب السودان بسبب النزاع، طالب الوزير بـ «إطلاق مسار إنساني يضمن وصول المساعدات دون عوائق».

تعزيز الحوار السياسي السوداني-السوداني داخلياً

أكّد أن الحل السياسي يجب أن يكون بقيادة وتوافق سودانيين، دون إملاءات خارجية، واضعاً مصر كداعم لهذا التوجه.

توسيع التعاون الثنائي بين البلدين

إلى جانب الملف الأمني والسياسي، تطرّقت الزيارة إلى آفاق التعاون في إعادة الإعمار والبنية التحتية، وتسهيل عودة السودانيين المقيمين في مصر، والتحضير للجنة التجارية المصرية-السودانية.

التحديات والفرص

التحديات: الصراع الدموي المستمر في السودان، خصوصاً في دارفور (مدينة الفاشر) مع تقارير عن حصار ونزوح جماعي. الوزير المصري دعا لفكّ الحصار عن الفاشر فوراً.

الفرص: فتح صفحة جديدة من التعاون المصري-السوداني، وتحويل الدور المصري إلى شريك في الوساطة والدعم الإقليمي، مما قد يساهم في خلق زخم للسلام والاستقرار.

الأبعاد الاستراتيجية لمصر

هذه الزيارة لا تقتصر على ملف السودان وحده، بل تمثّل امتداداً لاستراتيجية مصرية ترى أن استقرار السودان يؤدي إلى استقرار نطاق القرن الإفريقي والنيل، ويُسهّل الأمن القومي المصري، بما في ذلك في مجالات المياه والحدود المشتركة.

زيارة بدر عبد العاطي إلى السودان ليست مجرّد زيارة دبلوماسية روتينية، بل خطوة محورية في مسار يعمل على إعادة بناء جسور الثقة وتحفيز الحلّ السياسي الشامل للأزمة السودانية. إنّ الرسالة التي تحملها مصر – عبر هذه الزيارة – واضحة: تحويل الأزمة إلى فرصة استقرار، والحوار إلى آلية لبدء صفحة جديدة في العلاقات السودانية-المصرية.

عن وجه افريقيا