أخبار عاجلة

الملك خوفو يُبهر موسكو: قائد فرعوني يُكرَّس عبقريًا أمام 4000 مفكِّر عالمي

رحاب أسامة

في قلب العاصمة الروسية، حيث تتلاقى أصوات الحضارات القديمة مع نبض الثقافة المعاصرة، أضاء الدكتور ضياء حلمي الفقي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، صفحات التاريخ بكلمة مؤثرة عن “الملك خوفو.. تاريخ قبل التاريخ”.

كان ذلك في جلسة بعنوان “عباقرة شعوب العالم وفلاسفة الرأي العام”، ضمن مؤتمر علمي عالمي نظمته جمعية شعوب العالم، الذي جمع نحو 4000 أديب وشاعر وفنان ومفكِّر وفيلسوف، إضافة إلى شخصيات بارزة في علوم الفضاء والطيران من مختلف أنحاء العالم.

استمر المؤتمر على مدار يومين متتاليين، تناولت فعالياته الثقافات والحضارات العالمية، بهدف ترسيخ مفهوم جديد للتعاون والسلام بين مفكري الشعوب.

بدأت الجلسة العامة بمناقشات واسعة، تلتها جلسات متخصصة وندوات حية، حيث اختار كل متحدث شخصية عبقرية من حضارة بلاده ليستعرض إرثها وإسهاماتها في بناء الإنسانية.

ضمت الجلسة مفكرين من روسيا وإيطاليا والبرازيل والصين والهند، لكن الصوت المصري برز بقوة عبر كلمة الدكتور الفقي، الذي اختير بطلب من رئيسة الجلسة ليُقدِّم للحضور لمحة عن عظماء المصريين القدماء.

في كلمته المترجمة فوريًا، لم يقتصر الدكتور ضياء على الملك خوفو، بل دلف أيضًا إلى عباقرة الأدب الروسي الذين شكَّلُوا وعيه الأدبي في بداياته الإبداعية.

تحدَّث بحماس عن “ليو تولستوي”، “بوشكين”، “إيفان تورجينيف”، و”فيودور دوستويفسكي” – فيلسوف القصة القصيرة المبدع – مرورًا بـ”مكسيم غوركي” و”نيكولاي غوغول”، مؤكِّدًا أن هؤلاء الشخصيات “يصعب تكرارها، وأعطت البشرية أعمالًا خالدة خلود الدهر”.

كانت هذه اللمسة الثقافية الروسية جسرًا رائعًا يعكس التقارب بين الحضارتين، قبل أن ينتقل إلى جوهر كلمته الرئيسي.

ثم جاءت اللحظة الساحرة: استعراض إنجازات الملك خوفو، باني الهرم الأكبر، الذي وصفه الدكتور الفقي بـ”معجزة هندسية ومعمارية لم تُفكَّ طلاسمها حتى اليوم”.

أبرز جوانب العبقرية الفريدة لدى هذا القائد القديم، مشدِّدًا على أنه “كان قائدًا قويًا، ناجحًا وحازِمًا”، مع الإشارة إلى البعد الروحاني العميق لدى قدماء المصريين، الذي ربطهم بالسماء قبل الأديان السماوية.

لاقت الكلمة إعجابًا كبيرًا من رئيسة الجلسة والمنصة الرئيسيّة والحضور، الذين صفَّقوا بحرارة لإعادة إحياء هذا الإرث الخالد أمام عيون العالم.

اختتم المؤتمر بلقاءات ثنائية وجماعية مثمرة، ركَّزت على طرق السلام وتقارُب الشعوب، مُعزِّزَةً الروابط الثقافية العالمية. وفي تصريح حصري لوجه افريقيا، قال الدكتور ضياء حلمي الفقي: “هذا المؤتمر ليس مجرَّد نقاشات، بل خطوة نحو فهم مشترك يبني جسورًا بين الحضارات، مستلهِمًا من عباقرة مثل خوفو الذي يُذَكِّرُنا بأن القيادة الحقيقية تتجاوز الزمن”.

في زمن تتسارع فيه التحديات العالمية، يبقى صوت الحضارة المصرية القديمة يُلهِمُ، مُذَكِّرًا الجميع بأن العبقرية ليست ماضيًا، بل وقودًا لمستقبل السلام والتعاون.

عن وجه افريقيا