أخبار عاجلة

فنزويلا ومصر يرسمان خريطة سياحية مشتركة: احتفال باليوم العالمي للسياحة يعزز الشراكة الاستراتيجية بعد 75 عاماً من الصداقة

سحر رجب

في إطار احتفال اليوم العالمي للسياحة، الذي يوافق الـ27 من سبتمبر من كل عام، أصدرت سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية في القاهرة بياناً رسمياً يبرز الدور الحاسم للقطاع السياحي كجسر يربط بين الشعوب ومحرك للتنمية المستدامة.

ويأتي هذا البيان، الذي حمل توقيع السفير ويلمر أومار باريينتوس، في سياق تجديد الالتزام الفنزويلي بتعزيز العلاقات السياحية مع مصر، البلد الشقيق الذي يُعد رائداً عالمياً في جذب السياح بفضل تراثه التاريخي الفريد.

وفقاً للبيان الصادر عن السفارة، فإن “فنزويلا تجدد التزامها بتعزيز العلاقات السياحية مع الدول الصديقة، وفي المقدمة جمهورية مصر العربية”، مشددة على أن هذه الشراكة لا تقتصر على زيادة أعداد السياح فحسب، بل تمتد إلى تبادل المعارف وأفضل الممارسات في القطاع.

وأكد السفير باريينتوس، الذي يشغل منصبه منذ عام 2022، على “الشراكة الاستراتيجية النشطة بين الحكومتين الفنزويلية والمصرية”، والتي تتجسد في مشروع سياحي وطني طموح يهدف إلى تنظيم سلسلة من الفعاليات لدعم الحركة السياحية المتبادلة.

يشمل هذا المشروع حملات ترويجية لتشجيع المصريين على استكشاف الكنوز الطبيعية في فنزويلا، مثل شلال أنجل – أعلى شلال في العالم – وجزر لوس روكيس الكاريبية الساحرة، مقابل تسهيل زيارة الفنزويليين لمعالم مصر الأثرية كالأهرامات ووادي الملوك.

يأتي هذا الإعلان تزامنا مع الذكرى الـ75 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي بدأت رسمياً في 16 نوفمبر 1950، حيث كانت فنزويلا من أوائل الدول اللاتينية التي أقامت صلات دبلوماسية مع مصر في عصر النهضة الناصرية.

وخلال هذه السنوات، شهدت العلاقات تطوراً ملحوظاً، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافية، مع تبادل زيارات رفيعة المستوى واتفاقيات تعاون في مجالات الطاقة والزراعة.

وفي السنوات الأخيرة، برزت مصر كشريك استراتيجي لفنزويلا في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، حيث أشاد السفير باريينتوس في تصريحات سابقة بدور مصر “في إدارة القضايا الإقليمية”، مشيراً إلى إعجابه الكبير بالدور المصري في تعزيز الاستقرار الأفريقي والعربي.

من الناحية الاقتصادية، يُعد القطاع السياحي في مصر نموذجاً ناجحاً يمكن الاستفادة منه. فقد سجلت مصر في عام 2024 رقماً قياسياً باستقبال أكثر من 15.7 مليون سائح دولي، بزيادة بنسبة 27% عن العام السابق، مع إنفاق سياحي بلغ 726.9 مليار جنيه مصري، وفقاً لتقارير منظمة السياحة العالمية ومعهد ماستركارد للاقتصاد.

هذا الإنجاز جاء مدعوماً بمبادرات حكومية مثل تطوير المناطق السياحية الجديدة في العين السخنة والساحل الشمالي، بالإضافة إلى حملات ترويجية رقمية ناجحة.

أما فنزويلا، فتتمتع بإمكانيات سياحية هائلة رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي واجهتها في العقد الماضي، حيث تُعد وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والمغامرة.

تضم أراضيها جبال الأنديز الشامخة، غابات الأمازون الغنية بالحياة البرية، وشواطئ الكاريبي الاستوائية، مع تركيز متزايد على السياحة المستدامة لجذب 1.5 مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وفقاً لخطط الحكومة الفنزويلية.

لترسيخ هذه الشراكة، أعلنت السفارة عن تنظيم ندوة دولية رفيعة المستوى عبر الإنترنت يوم السبت 4 أكتوبر المقبل، بعنوان “السياحة بين الكاريبي والنيل: جسور التعاون والازدهار”.

ستشارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والخبراء من الجامعات الفنزويلية والمصرية، مثل جامعة القاهرة وجامعة سيمون بوليفار في كراكاس، لمناقشة سبل تطوير القطاع وتعزيز آفاقه المستقبلية.

ودعت السفارة “جميع المهتمين والخبراء” إلى المشاركة، مشيرة إلى أن هذا الحدث يمثل “نقطة انطلاق لمزيد من التعاون”، مع إمكانية التسجيل عبر الموقع الرسمي للسفارة.

يُعد هذا الإعلان خطوة إيجابية في ظل التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأزمات الاقتصادية، حيث يساهم التبادل السياحي في تعزيز الفهم المتبادل ودعم الاقتصادات المحلية.

ومع استمرار جهود فنزويلا في إعادة بناء قطاعها السياحي بعد سنوات من الاضطرابات، تظل مصر شريكاً مثالياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مستلهمة من تاريخها المشترك في دعم حركات التحرر والتضامن الدولي.

ومن المتوقع أن تُعلن الجهتان عن اتفاقيات عملية قريباً، مما يفتح آفاقاً جديدة للسياحة المتبادلة ويثري التراث الثقافي لكلا الشعبين.

عن وجه افريقيا