سحر رجب
في خطوة تعكس تحولاً إيجابياً في العلاقات الثنائية، التقى رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس الخميس، وسط أجواء ودية ومناقشات مثمرة حول المصالح المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية.
يأتي هذا اللقاء رفيع المستوى كجزء من زيارة شهباز للولايات المتحدة، التي تركز بشكل أساسي على حضور الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، رافق شهباز في الاجتماع رئيس أركان الجيش الباكستاني المشير سيد عاصم منير، مما يبرز البعد العسكري والأمني في المناقشات.
من الجانب الأمريكي، انضم إلى اللقاء نائب الرئيس جي. دي. فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، في إشارة إلى أهمية الاجتماع على أعلى المستويات.
بدأ اللقاء بكلمات إشادة من الرئيس ترامب، الذي وصف شهباز والمشير منير بـ”القادة العظماء” خلال حديثه للصحفيين أثناء حفل توقيع أوامر تنفيذية.
وقال ترامب: “لدينا قائد عظيم قادم رئيس وزراء باكستان والمشير رجل عظيم، وكذلك رئيس الوزراء”.
هذه التصريحات تعكس تقديراً أمريكياً للقيادة الباكستانية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية مثل التوترات مع الهند.
وأشاد شهباز بدوره بالرئيس ترامب، واصفاً إياه بـ”رجل السلام” لدوره المحوري في التوسط لوقف إطلاق النار بين باكستان والهند.
وقال شهباز في تصريحات سابقة لوسائل الإعلام خلال زيارته: “الرئيس دونالد ترامب رجل سلام، لقد لعب مع فريقه دوراً محورياً في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين باكستان والهند”.
يأتي هذا الثناء بعد أسابيع قليلة من زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى إلى إسلام آباد، أسفرت عن توقيع مذكرتي تفاهم في 8 سبتمبر 2025، تركزان على تطوير المعادن الحيوية والعناصر الأرضية النادرة، مما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
كما سبق اللقاء الرسمي اجتماع غير رسمي في نيويورك يوم الثلاثاء الماضي، على هامش القمة العربية الإسلامية التي استضافها ترامب مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وصف البيان الباكستاني الاجتماع بـ”مصافحة دافئة وحوار صريح”، مما يشير إلى بناء ثقة متزايدة.
عند وصول شهباز إلى واشنطن، استقبل في قاعدة أندروز الجوية بحفاوة رسمية من مسؤول كبير في القوات الجوية الأمريكية، تحت إجراءات أمنية مشددة.
ومن المقرر أن يعود شهباز إلى نيويورك اليوم الجمعة لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المتوقع أن يتناول قضايا مثل السلام الإقليمي والتعاون الدولي.
يُنظر إلى هذا اللقاء كفرصة لإعادة تنشيط العلاقات الباكستانية الأمريكية، خاصة في مجالات الأمن، الاقتصاد، والطاقة، وسط تغيرات جيوسياسية عالمية.
ومع ذلك، يظل مراقبون يتابعون ما إذا كان سينتج عنه اتفاقيات ملموسة أم يبقى في إطار التصريحات الودية.