سحر رجب
في خطوة تعكس الزخم المتزايد للعلاقات الثنائية بين مصر وأنجولا، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والمصريين بالخارج، بنظيره الأنجولي تيتي أنطونيو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الخميس.
ركز اللقاء على تعزيز الروابط الثنائية وتعميق التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية، وسط إشادة متبادلة بالتطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين.
أكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء على الحرص المصري على البناء على الإنجازات التي تحققت عقب زيارة الرئيس الأنجولي جواو لورينسو إلى القاهرة في أبريل 2025، مشدداً على أهمية متابعة تنفيذ مخرجاتها.
وأعرب عن تطلع مصر لعقد الجولة الأولى من اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين، مع التركيز على إنهاء صياغة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات حيوية مثل الخدمات الجوية لإقامة رحلات مباشرة، وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري، بالإضافة إلى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والبنية التحتية.
وفي سياق تعزيز التعاون الاقتصادي، استعرض الوزير عبد العاطي التحضيرات للجولة الثانية من المشاورات السياسية المقررة في أنجولا العام المقبل، مشيراً إلى تشجيع القطاع الخاص المصري للاستثمار في السوق الأنجولية.
كما أبرز التنسيق بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية ونظيره الأنجولي لدفع التجارة البينية، مع الإشارة إلى اهتمام الشركات المصرية بمشاركة في مشروعات ممر لوبيتو التنموي، مستنداً إلى خبرتها الواسعة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية عبر دول أفريقية متعددة.
من جانبه، أكد الوزير عبد العاطي على إمكانيات توسيع التعاون التنموي من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التي يمكن أن تنظم دورات تدريبية في مجالات متنوعة تشمل الدبلوماسية، الطاقة، الدفاع، التدريب الشرطي، إدارة الموارد المائية، الصحة والتمريض، والزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
وأشاد الوزير المصري بالرئاسة الأنجولية للاتحاد الأفريقي، وصفها بـ”الحكيمة” في ظل التحديات المتشابكة المتعلقة بالسلم والأمن والتنمية.
كما رحب بمشاركة نظيره الأنجولي في النسخة الخامسة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، كجزء من الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في القارة.
فيما يتعلق بالدعم المتبادل، أعرب عبد العاطي عن تقدير مصر لدعم أنجولا المستمر للترشيحات المصرية، خاصة ترشيح الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، مؤكداً التزام مصر بدعم الترشيحات الأنجولية وتعزيز وحدة الصوت الأفريقي في المنظمات الدولية لضمان تمثيل عادل للقارة.
تبادل الوزيران أيضاً الرؤى حول التطورات في الشرق الأوسط، والجهود لإرساء الاستقرار في أفريقيا، مع التركيز على السودان، منطقة البحيرات العظمى، ومكافحة الإرهاب في الساحل.
واتفقا على مواصلة التنسيق، مستفيدين من عضوية البلدين في مجلس السلم والأمن الأفريقي، لتحقيق المصالح المشتركة ودعم السلام والأمن.
يأتي هذا اللقاء في سياق جهود مصر لتعزيز دورها كمحور أفريقي رئيسي، وسط تحديات إقليمية متزايدة، مما يعزز من فرص التعاون الاقتصادي والسياسي بين القاهرة ولواندا. ومن المتوقع أن يسفر عن خطوات عملية تعود بالنفع على الشعبين والقارة بأكملها.