أخبار عاجلة

تركيب أول أعمدة كهروضوئية يُطلق أكبر “وحش طاقة” شمسي في أفريقيا

سحر رجب
في خطوة تُعزز من مكانة مصر كقائد إقليمي في مجال الطاقة المتجددة، أعلنت شركة “إنيرجي تشاينا” (CEEC)، التابعة لشركة الهندسة الطاقية الصينية، عن نجاحها في تركيب أول عمود فولاذي كهروضوئي للمرحلة الثانية من مشروع “أبيدوس” لتخزين الطاقة الشمسية في جنوب مصر.

يُعد هذا الحدث الرمزي إعلانًا رسميًا بدخول المشروع مرحلة الإنشاء الفعلية، حيث يُشكل أكبر مشروع لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية في القارة الأفريقية، وفقًا لتصريحات الشركة المطورة.

يقع مشروع “أبيدوس الثاني” في قلب الصحراء المصرية الجنوبية، على مساحة إجمالية تفوق 20 كيلومترًا مربعًا، ويجمع بين قدرة إنتاجية شمسية تصل إلى 1 جيجاوات (GW) ونظام تخزين بطاريات بطاقة 600 ميغاواط ساعة (MWh).

وفقًا لتقارير الشركة المطورة، “AMAE Power”، فإن هذا العملاق الطاقي قادر على تلبية احتياجات الكهرباء لأكثر من 500 ألف منزل مصري، مما يعادل إنتاجًا سنويًا يتجاوز 3 تيراواط ساعة من الطاقة النظيفة.

كما سيُساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 1.56 مليون طن سنويًا، مساهمًا في جهود مصر لتحقيق هدف الوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

يأتي هذا الإنجاز بعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع، التي بلغت سعة 500 ميغاواط وتم تشغيلها نهاية عام 2024، حيث أنتجت 1.5 تيراواط ساعة سنويًا، تغطي احتياجات 300 ألف منزل وتوفر 782 ألف طن من انبعاثات الكربون.

أما المرحلة الثانية، التي يُشرف عليها “CEEC-ZTPC” بالشراكة مع “AMAE Power”، فستُكمل بناءً على عقود توريد متقدمة، بما في ذلك أنظمة التعقب الشمسي من “GameChange Solar” بسعة 1.25 جيجاواط، ووحدات الخلايا الكهروضوئية من “JA Solar” بنفس السعة.

ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل التجاري الأولي لجزء من المرحلة الثانية في أغسطس 2026، مع إكمال القدرة الكاملة في مراحل لاحقة.

في تصريح للشركة، أكد ممثل “إنيرجي تشاينا” أن “تركيب هذا العمود الأول يمثل بداية عصر جديد للتعاون الصيني-المصري في مجال الطاقة النظيفة، حيث نعمل على نقل التكنولوجيا والخبرة لدعم التنمية المستدامة في المنطقة”. ويُعد المشروع جزءًا من مبادرة أوسع تشمل بناء مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية والتخزين في مصر، بالشراكة بين مجموعات بحرينية وصينية ومصرية وإماراتية، بهدف إنتاج 4 جيجاواط من الوحدات الشمسية و1 جيجاواط ساعة من أنظمة التخزين.

يُشكل مشروع “أبيدوس” نموذجًا للشراكات الدولية في مواجهة تحديات التغير المناخي، حيث يجمع بين الاستثمارات الأجنبية والاحتياجات المحلية، مساهمًا في تعزيز أمن الطاقة المصري وتصدير الطاقة النظيفة إلى المنطقة.

مع تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة الشمسية، يُتوقع أن يُلهم هذا المشروع مشاريع مشابهة في أفريقيا، محولاً الصحراء المصرية إلى “محطة طاقة” للقارة بأكملها.

عن وجه افريقيا