سحر رجب
في صباح ثقافي مشع، استضافت قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية ندوة “الشعر والموسيقى توأمان لا يفترقان” ضمن فعاليات اليوم المصري للموسيقى.
ومن بين الأصوات التي أضاءت الجلسة، برزت كلمة الدكتورة نوران فؤاد، الشاعرة والكاتبة الروائية والمترجمة المصرية، التي قدمت رؤية عميقة عن التلاحم بين الشعر والموسيقى، مؤكدة دورهما كحراس للوجدان الإنساني وذاكرة الأمم.
بأسلوب أدبي مفعم بالشاعرية، وصفت الدكتورة فؤاد الشعراء والموسيقيين بأنهم “حراس الفكر والوجدان، يحملون معجزة الأرض وحراس النغمات”.
وفي كلمتها، التي امتزجت فيها الحكمة الفلسفية بالحس الفني، أوضحت أن “الموسيقى تنبع من القلوب وتصل إلى القلوب، تعبر عن الأوطان وتاريخ الأجداد، وتلتحم مع الشعر لتشكل تعبيراً شفافاً، نورانياً، صوفياً، مليئاً بالحب والإخلاص”.
هذه الكلمات لم تكن مجرد وصف، بل دعوة لاستعادة الوعي بالتراث الثقافي الذي يجمع بين الإيقاع الشعري واللحن الموسيقي.
تطرقت الدكتورة فؤاد إلى تأثير هذا التلاحم على المجتمع، مشيرة إلى أن الشعر، بأوزانه ومفرداته، يجد في الموسيقى شريكاً يثبت الحدث الإنساني في ذاكرة المتلقي، موثقاً التراث الشعبي والأدبي.
واستحضرت أمثلة من الموروث المصري، مثل الأغاني الشعبية والقصائد الدينية المغناة، لتؤكد أن هذا الارتباط ليس جديداً، بل يمتد إلى أساطير قديمة كإيزيس وأوزوريس، التي تعكس قيم الحق والخير والجمال.
كما استلهمت رؤية ابن سينا، الذي اعتبر الشعر والموسيقى مسكنات للأوجاع النفسية، لتدعو إلى تعزيز هذا التكامل في مواجهة تحديات العصر الحديث.
كلمة الدكتورة فؤاد، التي ألقتها بحضور نخبة من الشعراء والموسيقيين، أثارت تفاعلاً واسعاً بين الحاضرين، الذين رأوا فيها دعوة ملهمة لإحياء الفنون كجسر للتواصل الإنساني. وبصوتها الذي يجمع بين قوة الناقدة وشاعرية الكاتبة، أكدت أن الشعر والموسيقى ليسا مجرد فنين، بل هما تعبير عن هوية الأمة وروحها.
مع اختتام الندوة، تركت كلمتها صدىً عميقاً، يدعو لتعزيز الفعاليات الثقافية التي تحتفي بهذا الزواج الفني، كي يظل شاهداً على عظمة الإبداع المصري والعربي.