أخبار عاجلة

تحذير إيراني حاد الدوحة : لا خطابات فارغة .. هيئة عمليات مشتركة أو تدمير الكيان

 

سحر رجب

مع اقتراب قمة الدول العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة يومي 14-15 سبتمبر 2025، أطلقت طهران تحذيراً لاذعاً يُحذِّر من تحول الاجتماع إلى “حفل خطابات” بدون نتائج عملية، مطالبةً بتشكيل “هيئة عمليات مشتركة” لمواجهة “جنون الكيان الإسرائيلي”.

هذا التحذير، الذي جاء عبر رسالة من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، يأتي في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية، مما يضع القمة أمام اختبار حقيقي لصياغة رد موحد يتجاوز الكلام إلى الفعل، في ظل تصعيد إسرائيلي يهدد بإشعال المنطقة بأكملها.

القمة الطارئة: رد موحد على “الانتهاك القطري”

ستعقد القمة العربية-الإسلامية الطارئة، بدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في فندق الشيراتون بالدوحة، وستجمع قادة الدول العربية والإسلامية لمناقشة الرد على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس في قلب الدوحة يوم 9 سبتمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، بينهم قيادات  من بينهم ابن خليل الحية، و رئيس حركة حماس.

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم السبت 13 سبتمبر، أن القمة ستُركِّز على “مشروع قرار” قدمته الاجتماعات التحضيرية العربية والإسلامية، يدين الانتهاك الإسرائيلي للسيادة القطرية ويطالب بوقف فوري للتصعيد في غزة والضفة الغربية.

الهدف الرئيسي من القمة، كما أكدت مصادر دبلوماسية قطرية، هو صياغة “استراتيجية مشتركة” تشمل عقوبات اقتصادية محتملة على إسرائيل، دعماً لقرار مجلس الأمن 2728 الذي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وتعزيز الدعم الإنساني للفلسطينيين.

كما ستُناقش القمة زيادة الجرائم الإسرائيلية في الأسبوع الماضي، التي بلغت 967 قتيلاً فلسطينياً في 7 أيام، بالإضافة إلى حملات الهجمات على المساجد في الضفة الغربية.

وفقاً لتقارير الجامعة العربية، ستشارك في القمة أكثر من 50 دولة، بما في ذلك السعودية ومصر وتركيا وإيران كمراقب، مما يجعلها فرصة لتوحيد الصف الإسلامي أمام “العدوان الصهيوني”.

تحذير إيران: “اجتماعات بدون نتائج.. أوامر لإسرائيل بالعدوان!”

في رسالة نشرها لاريجاني عبر حسابه في منصة “إكس”، وجه تحذيراً مباشراً إلى القمة، محذِّراً من أن “عقد اجتماع الدول الإسلامية يكون حافلاً بالخطابات ومن دون نتائج عملية (مثل اجتماع مجلس الأمن)”.

وأضاف لاريجاني، في نبرة حادة: “مثل هذه الاجتماعات بمثابة إصدار أوامر للكيان الصهيوني بشن عدوان جديد!”، مشدِّداً على ضرورة التحرك العملي لردع “جنون هذا الكيان”.

واستمر لاريجاني في مطالبته بـ”تشكيل هيئة عمليات مشتركة ضد جنون هذا الكيان”، قائلاً: “هذا القرار يقلق سيد هذا الكيان لدرجة أنه يغير أوامره للكيان الصهيوني من أجل إحلال السلام العالمي والحصول على جائزة نوبل!”.

وختم رسالته بلمسة ساخرة: “لم تفعلوا شيئاً للمسلمين الفلسطينيين الجائعين والمظلومين، فاتخذوا على الأقل قراراً موجزاً يمنع تدميركم!”، في إشارة إلى الفشل السابق في دعم غزة أمام الجوع والحصار.

يأتي هذا التحذير في سياق تصعيد إيراني-إسرائيلي، حيث شنت إسرائيل غارات على طهران في يوليو الماضي، مما دفع إيران إلى دعم أقوى لحماس وحزب الله.

وفي تقرير لمعهد دراسة الحرب (ISW) يوم 12 سبتمبر، أُشير إلى أن القمة قد تكون “فرصة لإيران لتعزيز نفوذها”، خاصة مع دعوة قطر لإيران كمراقب.

توقعات وتحديات: بين التوحيد والانقسام

مع اقتراب القمة، تتوقع مصادر دبلوماسية نجاحاً جزئياً في إصدار بيان مشترك يدين الهجوم الإسرائيلي، لكن التحدي يكمن في التنفيذ، خاصة مع رفض دول مثل السعودية والإمارات لأي “عمليات عسكرية مشتركة”، مفضِّلة الضغط الدبلوماسي عبر الأمم المتحدة. أما إيران، فتُرى كصوت معارض يدفع نحو التصعيد، مما قد يعمق الانقسام بين “محور المقاومة” والدول الخليجية.

في الختام، تُمثِّل قمة الدوحة اختباراً لإرادة العالم الإسلامي في مواجهة “الانتهاكات الإسرائيلية”، حيث يُحذِّر لاريجاني من أن “الكلام الفارغ” قد يُشجِّع على المزيد من العدوان. هل تُولد القمة “هيئة عمليات” حقيقية، أم تبقى على هامش الخطابات؟ الإجابة ستُكشف في أيام قليلة، وسط مخاوف من حرب إقليمية أوسع.

عن وجه افريقيا