أخبار عاجلة

مسلسل الاغتيالات الإسرائيلي: هل ينهار السلام أمام “مخطط نازي” نتنياهو-ترامب؟

 

اسماعيل خفاجي

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن إسرائيل، بدعم أمريكي متزايد، تشن “مسلسلاً” من الاغتيالات ضد القيادة الفلسطينية، في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً عبر حرب مفتوحة وتهجير قسري للمدنيين.

هذا التصعيد، الذي يُوصف بـ”مخطط نازي” من قبل مراقبين عرب، يثير تساؤلات حول مستقبل السلام، خاصة مع اقتراب قمة الدوحة الطارئة يوم الاثنين 15 سبتمبر 2025، التي تهدف إلى تفعيل قرارات مجلس الأمن.

هل ستخرج مصر عن صمتها ويدخل الجيش المصري إذا تجاوز نتنياهو “الخطوط الحمراء”؟ وأي دور للموقف العربي-الأوروبي الموحد في إنقاذ المنطقة من حرب عالمية محتملة؟

مسلسل الاغتيالات: ضربة في قلب الدوحة و”عرق” إسرائيل

في أحدث فصول هذا المسلسل الدموي، نفذت إسرائيل ضربة جوية في الدوحة يوم 9 سبتمبر 2025، مستهدفة قادة حماس البارزين خلال محادثات سلام، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، بينهم قيادات  من بينهم ابن خليل الحية، رئيس حركة حماس.

في الوقت الذي أكدت حماس أن قيادتها نجت من المحاولة، لكن الضربة أثارت غضباً دولياً، مع اتهامات لإسرائيل بمحاولة “تعطيل السلام” في قطر.

ويأتي هذا بعد سلسلة اغتيالات سابقة في 2025، مثل مقتل محمد سينوار، أخ يحيى سينوار، في غارة جوية في غزة مايو الماضي، وإسماعيل هنية في طهران يوليو 2024، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية لـ”قطع الرأس” عن حماس.

الضربة في الدوحة، التي شملت كل قيادة حماس خارج غزة، أثارت مخاوف من “فشل استراتيجي”، خاصة مع إدانة مجلس الأمن لها كـ”انتهاك للسيادة القطرية”.

أما أعوان إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، فتجد نفسها في موقف محرج، حيث أكدت إدارة ترامب دعمها لنتنياهو لكنها دعت إلى وقف إطلاق نار، مما يشير إلى توتر في “الفريق”.

مخطط “التصفية”: حرب وتهجير قسري للمدنيين

يُرى هذا المسلسل كجزء من “مخطط نازي” لتصفية القضية الفلسطينية، يجمع بين الاغتيالات والحرب المفتوحة في غزة، مع تهجير قسري لأكثر من مليون مدني.

في فبراير 2025، أعلن ترامب نيته بأن تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة، مما أثار اتهامات بـ”الاحتلال الأمريكي-الإسرائيلي”.

ومع استمرار القصف الإسرائيلي، الذي قتل عشرات في غزة يومياً، يُحذر خبراء من “إبادة جماعية”، خاصة مع اقتراحات نتنياهو لـ”إعادة التوطين” خارج غزة.

هذا التصعيد يهدد بسحب المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع، كما حدث في هجوم أمريكي على إيران يونيو 2025، حيث انضم ترامب إلى “فريق نتنياهو” رغم انقسام قاعدته الشعبية.

الدول المستضيفة: رفض عربي وصفقات سرية مع أفريقيا

أما عن الدول التي أبدت استعدادها لاستضافة الفلسطينيين، فالأمر معقد.

مصر والأردن رفضتا رفضاً قاطعاً أي تهجير جماعي، معتبرينه “خطاً أحمر” يهدد السلام مع إسرائيل. تركيا وقطر، راعيتا حماس، ترفضان استقبال اللاجئين خوفاً من “تصفية القضية”.

أما إندونيسيا، فقد أعلنت في أبريل 2025 عن خطة لاستقبال 1000 لاجئ من غزة، لتعزيز مكانتها الدولية، رغم التحديات اللوجستية.

وفي صفقات سرية، كشفت تقارير عن محادثات أمريكية-إسرائيلية مع دول شرق أفريقيا مثل السودان والصومال وصوماليلاند لـ”إعادة التوطين”، لكن جنوب السودان نفت ذلك في أغسطس 2025، مما يعكس رفضاً قارياً لـ”التهجير القسري”.

مصر: راعية السلام أم جاهزة للرد العسكري؟

تظل مصر راعية رئيسية للسلام في الشرق الأوسط، حيث ساهمت في وقف إطلاق نار يناير 2025 بين إسرائيل وحماس، وأطلقت خطة إعادة إعمار غزة في مارس.

ومع ذلك، كشفت القاهرة مؤخراً عن محاولات إسرائيلية لاغتيال قادة حماس داخل أراضيها، محذرة من رد “قاسٍ” إذا تكرر الأمر.

إذا تجاوز نتنياهو “الخطوط الحمراء” بالتهجير عبر سيناء، فإن الجيش المصري قد يخرج عن “الصمت الاستراتيجي”، كما أكد وزير الخارجية المصري في أغسطس 2025 أن “التهجير الجماعي سيكون نهاية السلام”. هذا الدور المزدوج يجعل مصر “الجسر” بين السلام والتصعيد.

قمة الدوحة: نجاح أم حرب عالمية؟

تقام قمة الدوحة العربية-الإسلامية الطارئة يومي 14-15 سبتمبر 2025، بعد اجتماع تحضيري، للرد على الضربة الإسرائيلية في قطر ولتفعيل قرارات مجلس الأمن، خاصة وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن. هل تنجح؟ التحدي كبير، مع دعوة لنزع سلاح حماس من قبل دول عربية مثل السعودية ومصر في يوليو 2025، لكن نتنياهو وترامب يُحذران من “جرّ العالم للحرب”، كما في مخاوف من تصعيد إيراني أو لبناني.

إذا فشلت، قد تؤدي إلى “فناء بشري”، حسب تحذيرات خبراء، خاصة مع دعم ترامب لنتنياهو في إنهاء الحرب بـ”قوة”.

دعوة لموقف موحد: عربي-أوروبي للخروج من الأزمة

لضمان الخروج الآمن، يُطالب مراقبون بموقف عربي-أوروبي موحد.

في يوليو 2025، أكد الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية دعمهما لحل الدولتين، مطالبين حماس بنزع السلاح. وفي أغسطس، أصدر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وكندا بياناً مشتركاً يدين الحصار الإسرائيلي كـ”إبادة”. كما وقعت “إعلان نيويورك” في أغسطس لإنهاء الحرب، مدعوماً بـ142 دولة.

هذا التوحيد ضروري لفرض وقف إطلاق نار دائم، وإلا ستصبح غزة “قبراً للسلام العالمي”.

في الختام، يبدو الشرق الأوسط على شفا هاوية، حيث يهدد مسلسل نتنياهو-ترامب بتصفية فلسطين، لكن قمة الدوحة وقوة مصر قد تكونان الفرصة الأخيرة لإنقاذ السلام. هل ينجح العالم في وقف “النازية الجديدة”، أم ينتظره فناء؟ الإجابة في أيام قليلة.

عن وجه افريقيا