سحر رجب
بعد مرور يومين على اغتيال المؤثر المحافظ البارز تشارلي كيرك برصاصة في عنقه أثناء نقاش جامعي في ولاية يوتا، أعلنت الشرطة الفيدرالية (FBI) أمس الخميس عن تطورات حاسمة في التحقيق، بما في ذلك نشر صور وفيديو مراقبة يظهر “شخصاً مشتبهاً به” وهو يهرب من مسرح الجريمة.
التحرك يأتي وسط تصاعد التوترات السياسية، حيث يدعو الرئيس دونالد ترامب أنصاره إلى الرد “بطريقة غير عنيفة”، بينما ينفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي تورط لتل أبيب في الحادث، واصفاً الاتهامات بأنها “جنونية”.
هذا التقربى يرصد آخر التطورات في قضية هزت الولايات المتحدة المنقسمة سياسياً.
تقدم في التحقيق: صور جديدة تسرع المطاردة
في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم في مكتب FBI بولاية يوتا، أعلن المدير كريستوفر راي أن الوكالة أصدرت لقطات CCTV جديدة تظهر المشتبه به وهو يقفز من سطح مبنى مجاور ويفر من الموقع بعد إطلاق النار على كيرك (31 عاماً) أثناء مشاركته في فعالية لمنظمة “ترنينج بوينت يو إس إيه” في جامعة يوتا فالي يوم الأربعاء الماضي.
الرجل، الذي يرتدي معطفاً أسود وقبعة، يُعتقد أنه في العشرينيات من عمره، ويُوصف بأنه “هدف محدد” للجريمة، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أكد أن الهجوم كان مدبراً سياسياً.
لم يتم القبض على أي مشتبه به حتى الآن، لكن السلطات أبلغت عن “خيوط عديدة” تشمل تحليل فيديوهات الشهود والبيانات الرقمية، مع مكافأة تصل إلى 100 ألف دولار لأي معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
وفي تغريدة على منصة إكس، أكدت النائبة كريستوفر لاندو أن الولايات المتحدة ستعيد النظر في وضع المهاجرين الذين يبررون الجريمة أو يمجدون العنف، مشددة على أن “الأجانب الذين يروجون للكراهية غير مرحب بهم في بلادنا”.
ردود الفعل السياسية: من الدعوة للسلام إلى الاتهامات الدولية
دعا الرئيس ترامب، في بيان رسمي ألقاه أمام الصحفيين في البيت الأبيض، أنصاره إلى الرد على الاغتيال “بطريقة لا عنفية”، مشيراً إلى أن كيرك “كان يناضل من أجل اللاعنف”، وأنه يملك “مؤشرات” على دوافع القاتل دون الكشف عن تفاصيل.
كما أعلن ترامب منح كيرك وسام الحرية الرئاسي تكريماً له كـ”شهيد حرية التعبير”.
من جانب آخر، أثارت نظريات المؤامرة موجة من الاتهامات، خاصة على منصة إكس، حيث يربط بعض المستخدمين الجريمة بـ”اليسار الراديكالي” أو حتى “إسرائيل”، مستشهدين بتصريحات سابقة لكيرك الناقدة لسياسات تل أبيب.
في رد سريع، نفى نتنياهو أي تورط إسرائيلي في فيديو نشرته مكتبه، قائلاً: “إسرائيل لم تكن وراء اغتيال كيرك، وهذه الاتهامات جنونية”، محذراً من أنها تهدف إلى تعزيز الإسلاموفوبيا.
كما أشاد حاكم يوتا سبنسر كوك بالجهود الأمنية، ووصف الجريمة بأنها “هجوم على الديمقراطية”.
تداعيات أوسع: توترات اجتماعية وإعلامية
أثار الاغتيال نقاشاً حاداً حول دور الإعلام، حيث اتهم نائب جمهوري الإعلام بـ”التحريض” على العنف، مشيراً إلى أن “كل واحد منكم مسؤول جزئياً”.
في الجامعات، أعرب طالب في جامعة يوتا فالي، كارسون كينز، عن أن “كيرك أصبح شهيداً لحرية التعبير”، مما يعكس كيف تحول الحدث إلى رمز لليمين المحافظ.
على منصات التواصل، شهدت المنشورات انتشار فيديوهات الجريمة، مما دفع المنظمة الجمهورية آنا باولينا لونا إلى الضغط على شركات مثل تيك توك وروبلوكس لإزالة المحتوى الذي يمجد الاغتيال أو يحرض على العنف.
مع استمرار المطاردة، يخشى مراقبون تصعيداً في التوترات الانتخابية قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية 2026، حيث يُنظر إلى كيرك كـ”حامل راية الشباب الترامبي”.
السلطات تحث الجمهور على تقديم أي معلومات، بينما يبقى السؤال: هل سيكشف التحقيق عن شبكة أكبر، أم ستبقى الجريمة لغزاً سياسياً؟ سيتابع التقرير التطورات المقبلة.