أخبار عاجلة

“قمة النار” تفشل في الدوحة: نجاة قادة حماس وتصاعد التوتر الإقليمي

سحر رجب

هزت أمس انفجارات عنيفة حي كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث استهدفت غارة إسرائيلية اجتماعًا لقادة حركة حماس، في عملية أُطلق عليها “قمة النار”.

رغم الادعاءات الإسرائيلية الأولية بنجاح الضربة، أكدت مصادر حماس نجاة قادتها، مما أثار موجة من الإدانات وأزمة دبلوماسية حادة.

يستعرض هذا التقرير نتائج الضربة وتداعياتها.

تفاصيل الضربة ونتائجها

نفذ الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الشاباك، غارة جوية دقيقة باستخدام عشر قنابل موجهة، استهدفت منزلًا في الدوحة كان يستضيف اجتماعًا لقيادات حماس، بما في ذلك خليل الحية، رئيس وفد التفاوض، وزاهر جبارين.

بحسب تصريحات حماس ، نجا جميع القادة المستهدفين، بمن فيهم الحية، لكن الضربة أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، منهم همام الحية (نجل خليل الحية)، جهاد لبد (مدير مكتبه)، وثلاثة مرافقين، إلى جانب شرطي قطري.

وسائل إعلام نقلت في البداية معلومات أولية عن مقتل الحية وجبارين وخالد مشعل استنادًا إلى مصادر إسرائيلية، لكن حماس نفت هذه الادعاءات، مؤكدة فشل العملية في تحقيق أهدافها.

تقارير إسرائيلية لاحقة، مثل القناة 12، أشارت إلى إصابة اثنين من القادة دون تأكيد أسماء، مما يعكس تضارب الروايات.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

أثارت الضربة غضبًا واسعًا، أدانت قطر الهجوم بشدة، واصفة إياه بـ”الجبان” و”انتهاك صارخ للقوانين الدولية”، وأعلنت تعليق وساطتها في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.

وبدأت تحقيقات عاجلة وفرضت طوقًا أمنيًا حول موقع الهجوم.

مصر والسعودية وتركيا أدانت العملية، معتبرة إياها انتهاكًا لسيادة قطر وتهديدًا للاستقرار الإقليمي.

الرئيس السيسي أعرب لأمير قطر عن إدانة مصر البالغة للعمل العدواني الاسرائيلي ضد دولة قطر الشقيقة.

وأصدر بيان إدانة من رئاسة الجمهورية المصرية إدانة فيه بأشد العبارات ما حدث.

السعودية، عبر بيان لوزارة الخارجية، أكدت تضامنها مع قطر وحذرت من “عواقب وخيمة”.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، وصف الهجوم بـ”الانتهاك الصارخ” لسيادة قطر.

في الوقت ذاته أدانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الذي الاستهداف، واعتبرته انتهاك صارخ للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الدولية.

ونددت المنظمة بهذا الاعتداء الذي يمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد أمن المنطقة واستقرارها ويقوض الأمن والسلم الدوليين.

وأجرى رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أعرب خلاله عن تضامنه الكامل مع دولة قطر على إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة الدوحة.

وشدّد سلام على أن استهداف الأراضي القطرية يشكّل خرقاً خطيراً للقوانين والأعراف الدولية، ومحاولة لإضعاف الدور الذي تقوم به قطر في جهود التهدئة والسعي إلى وقف الحرب على غزة.

في إسرائيل، برر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العملية كـ”رد انتقامي” على هجوم في القدس تبنته حماس، مؤكدًا أن “لا حصانة لقادة الحركة”.

تقارير إسرائيلية، مثل القناة 12، أشارت إلى موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العملية، رغم رفض البيت الأبيض التعليق رسميًا.

تداعيات سياسية ودبلوماسية

كشف المحلل العسكري رون بن يشاي أن إسرائيل استهدفت إضعاف وفد حماس التفاوضي لدفع الحركة نحو مفاوضات مباشرة مع قادة عسكريين.

لكن فشل العملية في اغتيال القادة الرئيسيين، إلى جانب تعليق قطر للوساطة، قد يعقد مفاوضات غزة.

 عائلات المحتجزين الإسرائيليين

عبّرت عن قلقها من تأثير الهجوم على مصير أبنائها، معتبرة أنه يعطي الأولوية للقوة على حساب صفقة تبادل.

فشلت عملية “قمة النار” في تحقيق هدفها باغتيال قادة حماس، لكنها أججت التوتر الإقليمي وكشفت هشاشة التوازنات الدبلوماسية.

نجاة القادة، وإدانات قطر والدول العربية، وتعليق الوساطة، يضع المنطقة أمام تحديات جديدة.

بينما تستمر الحرب الإعلامية بين إسرائيل وحماس، تبقى تداعيات الضربة محط مراقبة لما ستحمله الأيام القادمة.

عن وجه افريقيا