أخبار عاجلة

قمة تيانجين: الصين تدعو إلى إصلاح الحوكمة العالمية وتعزيز السلام في كلمة تشانغ تاو

 

سحر رجب

في إطار ندوة عقدت في القاهرة صباح اليوم قدم تشانغ تاو، القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر، كلمة شاملة ركز في جزئها الثاني على قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي انعقدت في تيانجين عام 2025، واصفاً إياها بـ”الأضخم والأكثر ثماراً” في تاريخ المنظمة.

بحضور شخصيات مصرية بارزة مثل السفير عمرو حمزة مساعد وزير الخارجية للشئون الأسيوية ، الوزير المفوض محمد بن صديق بجامعة الدول العربية، السفير عزت سعد، الأمين العام للحزب الشيوعي صلاح عدلي، والسفير علي الحفني رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية.

أبرز تشانغ الدور القيادي للصين في تعزيز التعاون الدولي وإصلاح الحوكمة العالمية، مشدداً على التزامها بصيانة السلام والتنمية العالمية.

 علامة فارقة في تاريخ منظمة شنغهاي

استهل تشانغ تاو حديثه عن قمة تيانجين بالإشارة إلى العرض العسكري الذي أقيم في بكين يوم 3 سبتمبر 2025، والذي أظهر قوة الصين وعزمها على حماية السلام والتنمية. ومع ذلك، كانت قمة تيانجين هي التي عكست “الإرادة السياسية القوية” للصين في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية.

ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماع مجلس رؤساء الدول الأعضاء واجتماع “منظمة شنغهاي+”، حيث التقى 23 قائداً أو ممثلاً، بما في ذلك رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، إلى جانب 10 مسؤولين من منظمات دولية، لبحث قضايا الصداقة، التعاون، والتنمية.

في خطابه الرئيسي، طرح الرئيس شي “التمسكات الخمس” التي شكلت جوهر القمة: البحث عن القواسم المشتركة مع إبقاء الخلافات جانباً، تحقيق المنافع المتبادلة والكسب المشترك، الانفتاح والشمولية، العدالة والإنصاف، والبراغماتية والكفاءة.

وأوضح تشانغ أن هذه المبادئ تجسد “روح شنغهاي” بمعناها العصري، ولاقت تقديراً واستجابة إيجابية من القادة المشاركين.

 استراتيجية طويلة الأمد وموقف عادل

أنتجت القمة “استراتيجية تنمية منظمة شنغهاي للسنوات العشر القادمة”، التي تهدف إلى تعزيز الوحدة والتعاون، ودافع الحضور عن انتصار الحرب العالمية الثانية، مؤكدين دعمهم للنظام التجاري المتعدد الأطراف.

كما أصدرت القمة “إعلان تيانجين”، الذي عبر عن قلق عميق إزاء تصعيد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، داعياً إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومؤكداً أن الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد للسلام في الشرق الأوسط.

واعتبر تشانغ أن نجاح القمة سيؤسس لمرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة للمنظمة، مما يجعلها علامة فارقة في تاريخها.

مبادرة الحوكمة العالمية: رؤية لعالم أكثر عدالة

كان الحدث الأبرز في القمة، بحسب تشانغ، هو طرح الرئيس شي لمبادرة الحوكمة العالمية، التي استهدفت معالجة ثلاثة تحديات رئيسية تواجه الآليات الدولية: نقص تمثيل الجنوب العالمي، تآكل نفوذ هذه الآليات، والحاجة الملحة لتحسين فعاليتها.

وأكد أن المبادرة تلبي تطلعات شعوب العالم وتستجيب لاحتياجات العصر، حيث لاقت ترحيباً واسعاً من القادة والمنظمات الدولية.

خمس مبادئ أساسية

تستند المبادرة إلى خمسة مبادئ أساسية: المساواة في السيادة، سيادة القانون الدولي، التعددية، النهج الإنساني، والتركيز على العملية. وأوضح تشانغ أن الإصلاح لا يعني هدم النظام الدولي أو بناء نظام جديد خارج إطاره، بل تعزيز ميثاق الأمم المتحدة وتطبيق الحوكمة القائمة على التشاور والبناء المشترك والتشارك، لبناء نظام عالمي أكثر عدلاً وحكمة.

وزع تشانغ خلال الندوة “الوثيقة المفاهيمية لمبادرة الحوكمة العالمية”، داعياً الحضور للاطلاع عليها.

دعم مصري وتطلعات مشتركة

أشار تشانغ إلى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس شي في قمة البريكس الافتراضية الأخيرة، حيث أكد الرئيس شي على أهمية المبادرة، بينما دعا السيسي إلى تعزيز التعددية ضد الأحادية والحمائية، مشدداً على ضرورة بناء نظام دولي متوازن يقوم على الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة.

وأوضح تشانغ أن مبادرة الحوكمة العالمية تأتي كجزء من رؤية صينية أوسع تشمل مبادرات التنمية العالمية، الأمن العالمي، والحضارة العالمية، التي تعمل معاً لضخ الاستقرار في عالم مضطرب.

شراكة استراتيجية مع مصر

أكد تشانغ على العلاقات الصينية-المصرية كجزء أساسي من هذه الرؤية، مشيراً إلى حضور رئيس الوزراء مدبولي قمة تيانجين نيابة عن الرئيس السيسي، ومثنياً على دعم مصر الثابت للصين في قضايا مثل تايوان. وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يشهد زخماً متزايداً، مع دمج مبادرة “الحزام والطريق” مع “رؤية مصر 2030″، وتطلع لمزيد من الاستثمارات الصينية في مصر.

تأتي كلمة تشانغ تاو في وقت تتزايد فيه التحديات الجيوسياسية، لتعكس التزام الصين بدور قيادي مسؤول في تعزيز السلام والتنمية.

الندوة، التي جمعت نخبة من المسؤولين المصريين، عززت جسور التواصل بين البلدين، وسط ترقب لنتائج ملموسة من التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في إطار منظمة شنغهاي ومبادرات الصين العالمية.

عن وجه افريقيا