انطلاقة قوية للدورة 7 لمعرض الصين والدول العربية: جسور تعاون اقتصادي تحت شعار “الصداقة والتنمية المشتركة”

 

سحر رجب

انطلقت أمس الأربعاء أعمال الدورة السابعة لمعرض الصين والدول العربية (المعروف باسم Sino-Arab Expo) في مدينة ينتشوان بمقاطعة نينغشيا ذات الحكم الذاتي لقومية هوي، وسط مشاركة واسعة من الجانبين العربي والصيني.

يستمر المعرض حتى 31 أغسطس الجاري، تحت شعار “الصداقة، التعاون، والتنمية المربحة للجانبين”، ويأتي كحدث رئيسي ضمن فعاليات منتدى التعاون العربي الصيني، الذي يُعد من أقدم المنصات لتعزيز الشراكات الثنائية منذ عام 2009.

يهدف المعرض إلى بناء جسور اقتصادية قوية، تسهل التبادلات التجارية والاستثمارية بين الشركات الصينية والعربية، مما يعزز النمو المشترك في مجالات متنوعة.

مشاركة عربية رفيعة المستوى

ترأس وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية سعادة السفير أحمد مصطفى فهمي، رئيس بعثة الجامعة العربية في بكين، الذي أكد على أهمية هذا الحدث في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية بين الجانبين.

يُرى المعرض كفرصة ذهبية للقطاعين العام والخاص في الدول العربية للاستفادة من مبادرات الصين الرئيسية، مثل “الحزام والطريق” و”مبادرة التنمية العالمية”، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز التقارب بين الشعوب العربية والصينية، مع التركيز على تحقيق المنافع المتبادلة.

شهد المعرض حضورًا بارزًا من كبار المسؤولين الصينيين والعرب، بما في ذلك سعادة سفراء الدول العربية في الصين، وممثلي منظمات دولية، ومؤسسات مالية كبرى ومتوسطة، إلى جانب رؤساء غرف تجارية وصناعية، ورجال أعمال، ورواد أعمال من الجانبين. يعكس هذا الحضور الواسع التزام الطرفين بتعميق التعاون في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

فعاليات جانبية غنية بالفرص

على هامش أعمال المعرض، تم تنظيم سلسلة من الفعاليات والنشاطات التي تركز على الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، مما يعزز من أهميته كمنصة للابتكار والشراكات. من أبرزها:

ملتقى الأعمال الصيني العربي للتبادل الاقتصادي والتجاري ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق”، الذي يهدف إلى استكشاف فرص جديدة في التجارة والاستثمار.

يذكر أن هناك ستة معارض متخصصة أقيمت من قبل، تغطي مجالات حيوية مثل الاقتصاد الرقمي، التجارة الإلكترونية عابرة الحدود، الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الزراعية، الذكاء الاصطناعي وصناعة الألعاب الإلكترونية، التنمية الخضراء والأرصاد الجوية الذكية.

كما خصصت مساحات لعرض السلع المميزة من الجانبين.

كما ضمت ملتقيات بحثية حول نقل التكنولوجيا، إدارة الموارد المائية، السياحة، التقنيات الحديثة، والملكية الفكرية، تهدف إلى تعزيز التعاون العملي وتبادل الخبرات.

هذه الفعاليات ليست مجرد مناقشات، بل منصات عملية لتوقيع صفقات اقتصادية واتفاقيات مشتركة، مما يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الصين والدول العربية.

توقعات إيجابية لشراكات مستقبلية

مع اقتراب انتهاء أعمال المعرض، يتطلع الجانبان إلى ترسيخ التعاون المستقبلي، خاصة في ظل التحديات العالمية مثل التحول الرقمي والتنمية المستدامة. أعرب المشاركون عن تفاؤلهم بأن هذه الدورة ستعزز من الروابط الاقتصادية، وتفتح أبوابًا جديدة للاستثمارات المتبادلة، مما يعكس الروح الإيجابية للشراكة العربية الصينية.

وفي تصريح للسفير فهمي، أكد أن المعرض يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المشتركة، مع التركيز على الابتكار والاستدامة كمحركات رئيسية للنمو.

يُعد هذا المعرض دليلاً حيًا على قوة التعاون الدولي، حيث يجمع بين التراث الثقافي والطموحات الاقتصادية ليبني مستقبلاً أكثر ازدهارًا للشعوب العربية والصينية.

عن وجه افريقيا