اسماعيل خفاجي
تواصل الأزمة الفلسطينية في قطاع غزة تقلباتها الحادة، مع استمرار التوترات التي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا وتشريد مئات الآلاف من المدنيين.
في وقت تتصاعد فيه النداءات الدولية لوقف القتال، تتخذ مصر وقطر دوراً محورياً في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، ساعين
إلى تحقيق تهدئة تُنهي هذا النزاع الذي طال أمده.
هذه الجهود تأتي في إطار تحركات دبلوماسية متواصلة تهدف إلى وضع حد للأزمة، وتفادي مزيد من التصعيد الدموي.
الوساطة المصرية: التزام طويل الأمد
تعتبر مصر من أبرز اللاعبين في أي محاولة للسلام في الشرق الأوسط، لما لها من تاريخ طويل في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، تعكف القاهرة على إجراء اتصالات مكثفة مع الأطراف المختلفة، مستندة إلى علاقاتها الوثيقة مع حماس والسلطة الفلسطينية، فضلاً عن تأثيرها الكبير على إسرائيل.
تأمل مصر في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار سريع يساهم في تحقيق الاستقرار الأمني في المنطقة.
الوساطة القطرية
أما قطر، التي كانت ولا تزال تقدم دعماً كبيراً للشعب الفلسطيني، فقد لعبت أيضاً دوراً مهماً في جهود التهدئة.
إذ عملت الدوحة على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتضررين من الحرب، بالإضافة إلى استضافة العديد من الفصائل الفلسطينية، مما يجعلها شريكاً مهماً في أي حوار شامل.
الوساطة القطرية تركز على تعزيز المفاوضات على المستويين الأمني والإنساني، وهو ما يساعد في توفير أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف.
التعاون المصري-القطري: ركيزة أساسية للسلام
من الواضح أن التعاون بين مصر وقطر في جهود الوساطة قد أصبح عنصراً أساسياً في سعيهما لتحقيق تهدئة دائمة.
فقد أظهرت الأزمة الأخيرة التنسيق الوثيق بين البلدين في التعامل مع الملف الفلسطيني، حيث يتبادلان المعلومات والأفكار لحث الفصائل الفلسطينية على العودة إلى طاولة المفاوضات.
هذا التعاون قد يفتح الطريق لتقارب أكبر بين الأطراف المختلفة في غزة، ويسهم في بناء جسر من الثقة الضروري لإنهاء الاقتتال.
الآفاق المستقبلية: هل نرى تهدئة دائمة؟
مع استمرار المفاوضات والضغط الدولي، يبقى الأمل معقوداً على نجاح الوساطة المصرية-القطرية في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
ورغم التحديات العديدة، مثل تعقيدات الوضع السياسي الداخلي في فلسطين وإسرائيل، فإن الدور الذي تلعبه مصر وقطر يمكن أن يكون نقطة تحول مهمة نحو السلام في المنطقة.
وتظل هذه الجهود الدبلوماسية بمثابة مفتاح نحو العودة إلى التهدئة واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وقد لعبت الجهود الدبلوماسية المصرية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي دورا غير
مسبوق لتقديم المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة والنازحين إلى جنوب القطاع وعبر معبر رفح، ومناشدة الضمير العالمي حتى يسود السلام، ويتم إعمار غزة من جديد، والعمل على إنهاء الصراع
العربي الإسرائيلي.. ووقف نزيف الدم المراق.
وختاما في ظل التوترات الإقليمية المستمرة، يظل مسار الوساطة المصرية-القطرية الأمل الأكبر لإنهاء حرب غزة، وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. بين محادثات متعددة الأطراف والمساعدات الإنسانية.