أخبار عاجلة

السودان في دوامة الدمار: تصعيد الحرب الأهلية وأزمة إنسانية تتفاقم

 

سحر رجب

منذ اندلاع الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية (SAF) بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع (RSF) بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دخل الصراع عامه الثالث في 2025، محولاً البلاد إلى ساحة دمار شامل.

يُقدر عدد الضحايا بين 15 ألفاً و150 ألفاً، مع تركيز خاص على المدنيين، بما في ذلك آلاف الأطفال، وسط اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور.

هذا التقرير يستعرض التطورات الأخيرة في أغسطس 2025، مع التركيز على الجانبين العسكري والإنساني، بناءً على تقارير دولية وشهادات ميدانية.

التصعيد العسكري: تقدم لقوات الدعم السريع واستعادة القوات المسلحة للسيطرة في الخرطوم.

في الأشهر الأخيرة، شهدت الحرب تحولات دراماتيكية.

استعادت القوات المسلحة السيطرة على معظم الخرطوم في مارس 2025، بما في ذلك القصر الرئاسي والمطار، بعد هجوم منسق أدى إلى هزيمة الدعم السريع في المدينة.

ومع ذلك، يسيطر الدعم السريع على معظم دارفور وأجزاء واسعة من كردفان، حيث شن هجمات عنيفة في أغسطس 2025، مما أسفر عن مقتل مئات المدنيين في قرى مثل أبو شوق وكبكابية في كردفان  الشمالية، أدت هجمات  الدعم السريع إلى نهب قرى ونزوح جماعي، مع تقارير عن قصف  القوات المسلحة لمواقع  الدعم السريع أدى إلى إصابة مدنيين.

كما أبلغت منظمات حقوقية عن استخدام القوات المسلحة السودانية أسلحة كيميائية في مناطق ريفية، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على عبد الفتاح البرهان.

وفي جبال النوبة، تشكل تحالفات جديدة بين فصائل مثل حركة تحرير السودان قطاع الشمال (SPLM-N) والقوات المسلحة، لمواجهة تقدم قوات الدعم السريع ، الذي يسيطر على مناجم الذهب الرئيسية.

في الوقت نفسه أعلن الدعم السريع في يوليو 2025 تشكيل حكومة انتقالية موازية في المناطق التي يسيطر عليها، مما رفضته الأمم المتحدة كمحاولة لتقسيم البلاد، مشيراً إلى مخاوف من انفصال مشابه لجنوب السودان في ٢٠١١.

هذا التصعيد يعزى جزئياً إلى دعم خارجي: الإمارات متهمة بتمويل الدعم السريع عبر تهريب الذهب، بينما تدعم مصر وإيران  القوات المسلحة السودانية بطائرات مسيرة وأسلحة.

 جوع وأمراض تهدد الملايين

أدت الحرب إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، مع 12 مليون نازح داخلياً و3.8 مليون لاجئ في دول مجاورة مثل مصر وتشاد وجنوب السودان.

وفي أغسطس 2025، أعلنت منظمة الإغاثة الدولية (IRC) أن 30.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات، مع تفشي الكوليرا (أكثر من 60 ألف حالة و1,600 وفاة من أغسطس 2024 إلى مايو 2025).

في شمال دارفور، يهدد الجوع 640 ألف طفل، مع 1,180 حالة كوليرا في تاويلة وحدها.

وأغلقت 80% من المستشفيات في مناطق النزاع، وسط هجمات على الرعاية الصحية بلغت 119 هجوماً.

في مخيمات النازحين مثل أبو شوق، يموت 4 أشخاص أسبوعياً بسبب سوء التغذية، مع تقارير عن إعدامات عرقية ضد قبائل غير عربية.

العنف الجنسي منتشر، مع ملايين النساء والفتيات معرضات للخطر، وتجنيد الأطفال شائع.

أدى قرار إدارة ترامب تجميد المساعدات إلى إغلاق 80% من مطابخ الطعام الطارئة، مما يعمق الشعور بأن السودان “حرب منسية”.

جهود السلام المتعثرة والآفاق المستقبلية

رعت الولايات المتحدة محادثات في سويسرا في أغسطس 2025، لكن الطرفين رفضا التفاوض المباشر، مطالبين بوقف إطلاق نار كشرط أولي.

دعت الأمم المتحدة إلى حظر أسلحة دولي، محذرة من تفاقم الجرائم ضد الإنسانية.

في جنوب السودان، يهدد النزاع الاستقرار الإقليمي، مع تدفق اللاجئين.

الاتحاد الأفريقي أنهى مهمة ميدانية في جوبا لدعم السلام، لكن الجهود تبدو “ضعيفة” حسب مجموعة الأزمات الدولية.

مع استمرار التصعيد، يواجه السودان خطر الانهيار الكامل، حيث يعتمد 30 مليون شخص على المساعدات.

يجب على المجتمع الدولي تعزيز الضغط لوقف الدعم الخارجي وفرض حظر أسلحة، وإلا ستستمر الكارثة الإنسانية في التصاعد، محولة السودان إلى “كابوس إنساني أسوأ في التاريخ الحديث”.

عن وجه افريقيا