أخبار عاجلة

“تصاعد الصراع وجهود السلام: آخر تطورات الحرب الروسية-الأوكرانية”

 

سحر رجب

منذ اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير 2022، لا تزال الأزمة تتصدر عناوين الأخبار العالمية، مع تطورات ميدانية وسياسية متسارعة تشكل ملامح الصراع.

يشهد النزاع، الذي يُعدّ الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تقدمًا عسكريًا روسيًا بطيئًا في شرق أوكرانيا، وهجمات أوكرانية مضادة، وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب التي خلّفت ملايين النازحين وآلاف الضحايا.

في هذا التقرير، نستعرض آخر التطورات العسكرية والدبلوماسية، مع التركيز على الوضع الميداني والجهود الأمريكية للتوسط في السلام.

تقدم روسي في دونيتسك والهجمات المتبادلة

في الأسابيع الأخيرة، كثّفت القوات الروسية عملياتها في إقليم دونيتسك، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 19 أغسطس 2025، سيطرتها على ثلاث بلدات جديدة شرقي أوكرانيا، في إطار حملتها لتعزيز السيطرة على منطقة دونباس.

وتشهد المنطقة معارك عنيفة، حيث أفادت تقارير بمقتل 12 مدنيًا وإصابة 30 آخرين جراء قصف روسي على مدينة دوبروبيليا.

في المقابل، نفّذت القوات الأوكرانية هجمات بطائرات مسيّرة على أهداف روسية، بما في ذلك قصف محطة توزيع غاز في أوديسا، وفق تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية 31 طائرة مسيّرة روسية خلال هجوم ليلي، مما يعكس تصاعد وتيرة المواجهات الجوية.

التحديات الأوكرانية ودعم الحلفاء

تواجه أوكرانيا تحديات عسكرية متزايدة، حيث يعاني الجيش من نقص في الذخائر والجنود، مع استمرار روسيا في استنزاف خطوط الدفاع الأوكرانية.

ومع ذلك، أظهرت كييف قدرة لافتة على تنفيذ هجمات غير متكافئة، مثل استهداف مواقع روسية في منطقة كورسك.

ويعتمد زيلينسكي بشكل كبير على الدعم الغربي، خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا، لتعزيز الدفاعات الجوية وتأمين إمدادات عسكرية.

ومع الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتزايد الضغط لإيجاد حل دبلوماسي، وسط تحذيرات من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى أزمة إنسانية أكبر.

جهود دبلوماسية متعثرة

على الصعيد السياسي، تسارعت التحركات الدبلوماسية بعد عقد قمة جمعت بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى تسوية تشمل تبادل أراضٍ، لكنه أثار جدلاً بمعارضته قرار إدارة بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية طويلة المدى ضد أهداف روسية.

في المقابل، أكد زيلينسكي جاهزية كييف للحوار، لكنه شدد على ضرورة وقف إطلاق النار كشرط أساسي، بينما يرى مستشاره ميخايلو بودولياك أن المفاوضات لن تنجح ما لم تُجبر روسيا على “دفع ثمن باهظ” للحرب.

تداعيات إقليمية ودور الناتو

تثير الحرب مخاوف من تصعيد أوسع، خاصة مع تأكيدات روسيا بأن أي نشر لقوات الناتو في أوكرانيا قد يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”.

كما أن تحالف روسيا المتزايد مع كوريا الشمالية، التي تقدم دعمًا عسكريًا، يعقّد المشهد الجيوسياسي.

وفي الوقت ذاته، تحاول الولايات المتحدة ربط أوروبا بآسيا الوسطى عبر ممر زنغروز في القوقاز، وهو ما قد يمنح روسيا امتيازات في أوكرانيا مقابل تنازلات إقليمية.

نظرة مستقبلية

مع دخول الحرب عامها الرابع، تبدو الصورة قاتمة مع استمرار الخسائر البشرية والاقتصادية.

أكبر أزمة لاجئين خارج أوربا 

يقدر أن 8 ملايين أوكراني نزحوا داخليًا، وفر 8.2 مليون آخرون خارج البلاد، مما يشكل أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومع تصاعد الضغط الدبلوماسي، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجهود الأمريكية من إنهاء الصراع، أم أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد؟

في النهاية، يظل الوضع في أوكرانيا معلقًا بين تقدم عسكري محدود وآمال دبلوماسية هشة، مع تداعيات إقليمية وعالمية قد تغير التوازنات الجيوسياسية لسنوات قادمة.

عن وجه افريقيا