سحر رجب
تحتفل روسيا في 22 أغسطس من كل عام بيوم العلم الوطني، وهو مناسبة رمزية تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا وتجدد الولاء للوطن.
هذا التاريخ ليس عشوائيًا، بل يخلد ذكرى استعادة العلم التاريخي ثلاثي الألوان، الأبيض والأزرق والأحمر، في 22 أغسطس 1991. وبموجب مرسوم رئاسي صدر في عام 1994، أصبحت هذه المناسبة عيدًا وطنيًا يهدف إلى غرس قيم احترام رموز الدولة في نفوس الأجيال الروسية.
احتفالات كبرى تزين موسكو
تستعد العاصمة الروسية موسكو للاحتفاء بهذه المناسبة بطريقة مميزة، حيث أعلن نائب عمدة المدينة، بيوتر بيريوكوف، عن خطط لتزيين المدينة بأكثر من 2200 علم. ستنتشر هذه الأعلام على جسور موسكو الرئيسية، مثل جسر موسكوفسكي الكبير وجسر القرم، لتضفي لمسة من البهجة الوطنية على المشهد الحضري.
لم تقتصر الاحتفالات على الأعلام فقط، بل ستشهد المباني الحكومية البارزة إضاءة خاصة تعكس ألوان العلم الثلاثة، مثل مبنى مجلس الدوما ومجلس الاتحاد وحكومة موسكو. كما ستُزين المدينة بـ 500 لافتة تهنئة على لوحات الإعلانات وأكشاك الملصقات، وستعرض الشاشات الرقمية البالغ عددها 250 شاشة فيلمًا احتفاليًا بهذه المناسبة.
العلم الروسي.. قصة ألوان ورموز
يعود أول ذكر للعلم الروسي الأبيض والأزرق والأحمر إلى عام 1668، عندما رُفع على أول سفينة روسية “أوريول” في عهد القيصر أليكسي ميخائيلوفيتش.
وفي عام 1693، أصبح هذا العلم الراية الشخصية للقيصر بطرس الأكبر، ليترسخ لاحقًا كرمز وطني بقرار من الإمبراطور نيكولاس الثاني في عام 1896.
وعلى الرغم من عدم وجود تفسير رسمي لألوان العلم، فإن التفسيرات الشائعة لها معاني عميقة:
الأبيض: يرمز إلى النقاء والاستقلال والسلام.
الأزرق: يعبر عن الإيمان والإخلاص والعدالة، ويُذكر باللون الأزرق لثوب السيدة العذراء مريم، التي تعتبر رمزًا لروسيا.
الأحمر: يرمز إلى الشجاعة والقوة والبسالة، ويُخلد ذكرى المواطنين الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية الوطن.
هذه الاحتفالات الكبرى تبرز أهمية العلم الروسي كرمز للهوية الوطنية والوحدة، وتؤكد على مكانته كجزء لا يتجزأ من التراث الروسي العريق.