ندوة مركز الحوار .. جنوب إفريقيا.. نمر اقتصادي أفريقي ينهض من جديد

 

سحر رجب
نظم برنامج شئون إفريقية بمركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ندوة بعنوان “التجارب التنموية في إفريقيا.. جنوب إفريقيا نموذجاً” بمشاركة مجموعة من الخبراء والباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي، والمهتمين بعملية التنمية بصورة عامة والتنمية بإفريقيا بصورة خاصة.
وأدار الندوة الكاتب الصحفي محمد شلبي أمين، مدير برنامج شئون أفريقية الذي أكد  على أن انطلاقة برنامج شؤون إفريقية يهدف بالأساس إلى التعريف بالقارة الإفريقية وإمكانياتها، مشيرا إلى أن تنظيم أول فاعليات البرنامج لمناقشة قضية مهمة وهي قضية التنمية في إفريقيا.
وأوضح اللواء أ.ح حمدي لبيب، رئيس مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية أن الندوة جاءت في توقيت حساس ومهم للغاية حيث تزامن مع اجتماع اللجنة المعنية بالتنمية الإفريقية، موضحا أن ثمه تغيرات جيوسياسية تواجه القارة والعالم، مما يتطلب تضافر الجهود لمواجهتها.
وأكد لبيب في كلمته أن هناك اهتمام عالمي متزايد بالقارة الإفريقية لكونها سوقًا رائدة وثرية بمواردها الطبيعية والبشرية، وهي فرصة ذهبية لتحقيق التنمية.
قدمت الدكتورة جيهان عبد السلام أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا جامعة القاهرة ورقة علمية حول “التجربة التنموية في جنوب أفريقيا”
 وجاء اختيار  دولة جنوب افريقيا باعتبارها من أهم التجارب التنموية في دول القارة الأفريقية جنوب الصحراء وأفريقيا على الإطلاق، حيث بلغ حجم النمو الاقتصادي ٣٧٣ مليار دولار تليها مصر، وبمعدلات نمو متجهة إلي الزيادة بعد عام ١٩٩٤ رغم تأثرها بجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية الذي أثر علي هذا النمو بشكل كبير.

وأوضحت دكتورة جيهان أن اقتصاد جنوب افريقيا لديه ما يميزه بارتفاع نصيب الفرد من الدخل القومي، حيث ينعم فيها الفرد بمستوى معيشي جيد.

وأشارت عبد السلام إلى أن محور التنمية الاقتصادية في جنوب افريقيا ركز في الأساس على قطاعي الخدمات والصناعة، ما جعلها صاحبة أكبر اقتصاد في القارة، والأعلى والأفضل على الإطلاق في مؤشر الابتكار العالمي واستخدام التكنولوجيا والتحول الرقمي، كما أنها تحتل المركز الاعلي أيضا في مؤشر التنافسية الصناعية التصنيف الائتماني.

وأضافت عبد السلام أن جنوب إفريقيا استثمرت في التنمية المجتمعية أولا بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية؛ مشيرة إلى أن نسبة المتعلمين في جنوب إفريقيا قد وصلت إلى 95%، مما جعلها الأعلى في مؤشر التنمية البشرية.

وقالت عبد السلام أن الاقتصاد الجنوب افريقي اعتمد اعتمادا كبيرا على القوة البشرية في جنوب أفريقيا حيث تعداد سكانها يبلغ حوالي 63.70 مليون نسمة بحلول نهاية عام 2025، أغلبيتهم في سن الشباب والعمل وهذا دليل على قوة القارة الإفريقية، ووصفها دوما بأنها قارة شابة.

ويتميز اقتصاد جنوب أفريقيا بأنه الأكثر تصنيعًا وتطوراً وتنوعًا من الناحية التكنولوجية في القارة الأفريقية، كما أنه من بين الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى في القارة.

وأوضحت عبد السلام إن جنوب أفريقيا تتمتع بمقومات اقتصادية متنوعة بإعتبارها غنية بالعديد من المعادن الهامة، بما في ذلك الذهب والماس ومجموعة البلاتين والكروم والمنغنيز والحديد والفحم والنحاس واليورانيوم. كما تمتلك احتياطيات كبيرة من الفاناديوم والزركونيوم والتيتانيوم، وتحتل أعلي احتياطات للمعادن الثمينة.

وقد بينت عبد السلام خلال ورقتها أن التنمية الحقيقية تتطلب سياسات تدريجية تبدأ بالجانب الاجتماعي مركزة علي فكرة التعليم والصحة، ودعم المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال لمكافحة الفقر، الإصلاح الهيكلي والحوكمة، مع تعزيز سبل المساءلة والشفافية.

كما تطرقت عبد السلام إلى التحديات التي واجهت  الاقتصاد في دولة جنوب إفريقيا، مثل الاعتماد على الشركاء الدوليين، وقالت يجب تنوع الشركاء، والتحدي الأخر ارتفاع معدل الجريمة الفردية، الذي يؤثر على الاستثمار في أي دولة من الدول، ونقص الكهرباء يعدل تحدي ثالث لأن الصناعة تحتاج إلي كمية كهرباء كبيرة جدا، مما يقع علي كاهل الدولة البحث عن جذب مستثمرين يستثمرون في الطاقة المتجددة، والطاقة الشمسية، ومن ضمن التحديات أيضا معدل الفقر.

وقد خلصت الندوة إلى أنه رغم اختلاف التجارب التنموية من دولة إلى أخري إلا أنه يمكن الاستفاده من بعض جوانبها مع الأخذ في الاعتبار خصوصية كل دولة.

 

 

 

عن وجه افريقيا