نحن أمام ظاهرة تعبر عن ازدواجية المعايير الدولية التى أعطت إسرائيل لنفسها الحق فى امتلاك أسلحة نووية، وهاجمت إيران من أجل منعها من استكمال برنامجها السلمى بالرغم من كونه تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانكشفت القوة العسكرية الإسرائيلية وأصيب العمق الإسرائيلى فى مقتل، فإسرائيل لم تخض حربا حقيقية منذ هزيمتها فى حرب أكتوبر عام 1973 غير تلك الحرب مع إيران، وباقى الحروب مع مليشيات وطوائف متناحرة.
فإسرائيل بطل من ورق بدون الحماية الأمريكية، تنهار، وقد وضح ذلك للعالم أجمع بعد هجومها على إيران، وفشلت القبة الحديدية فى منع الصواريخ الإيرانية من الوصول إلى الأراضى الإسرائيلية فى فلسطين المحتلة.
وتعد الحرب الإسرائيلية الايرانية صراعا مسلحا بدأ في 13 يونيو 2025،حين شنت إسرائيل هجمات على عشرات الأهداف الإيرانية بزعم وقف توسع البرنامج النووي، وبرنامج الصواريخ الإيرانيَين.
وفي إطار عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، نفذ الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد ضربات استهدفت مواقع نووية رئيسية ومنشآت عسكرية ومناطق سكنية. وابتداءً من مساء 13 يونيو، أطلقت إيران عملية “الوعد الصادق 3” ردًّا على الهجمات الإسرائيلية، واستهدفت خلالها مواقع عسكرية واستخباراتية وسكنية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
يُنظر إلى هذا الصراع على أنه تصعيد لحالة العداء المزمنة بين البلدين، حيث تشكك إيران في شرعية إسرائيل وتدعو إلى زوالها، بينما تعتبر إسرائيل البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الإيرانيَين تهديدًا وجوديًا. تصاعد التوتر بين البلدين وتحول إلى مواجهة مباشرة خلال الأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط منذ هجمات 7 أكتوبر 2023 والعدوان الإسرائيلي الذي تبعها على غزة.
أضعفت إسرائيل الفصائل المدعومة من إيران مثل فصائل المقاومة الفلسطينية، حماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله اللبناني، وبدأت بالتخطيط لتحرك مباشر ضد طهران. تبادل الطرفان الضربات في أبريل وأكتوبر 2024. بدأت الهجمات الإسرائيلية في أولى ساعات يوم الجمعة قبل انعقاد جولة المفاوضات المتفق عليها بين إيران والولايات المتحدة في مسقط يوم الأحد 15 يونيو 2025، غداة انتهاء مهلة الشهرين التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.
أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، وقادة في الحرس الثوري، وعلماء نوويين بارزين، بالإضافة إلى أكثر من 200 مدني إيراني، دمّرت الغارات الجوية القسم العلوي من منشأة نطنز النووية، فيما بقي الجزء السفلي محصنًا، وألحقت أضرارًا بمنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان، دون أن تصيب منشأة فوردو لتخصيب الوقود الواقعة تحت الأرض. كما استهدفت إسرائيل مجمعًا صاروخيًا قرب تبريز، وقاعدة صواريخ في كرمانشاه، ومنشآت للحرس الثوري قرب طهران وبيرانشهر، وتسببت الهجمات أيضًا في أضرار بالبنية التحتية العامة.
شملت أولى موجات الرد الإيراني نحو 100 صاروخ، وفقًا لتصريحات الجيش الإسرائيلي، تلتها موجات إضافية من الهجمات.
كما أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيّرة على إسرائيل في اليوم الأول. وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل نحو 24 شخصًا، جميعهم من المدنيين بحسب الحكومة الإسرائيلية.
أدانت دول عدة في العالم الإسلامي منها الأردن وتركيا وباكستان ومصر، إضافة إلى الصين وروسيا الهجمات الإسرائيلية. في المقابل، أشادت بعض جماعات المعارضة الإيرانية والرئيس دونالد ترامب بالهجمات، حيث دعا الأخير إيران إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق نووي.
وكررت عدة دول غربية ضرورة منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، ودعت إلى وقف العنف وتهدئة التوتر بين الطرفين.
بينما اعتبرت دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها، داعية إلى ضبط النفس، في حين أدانت دول مثل البرازيل وجنوب أفريقيا وكوبا وبوليفيا الغارات الإسرائيلية ووصفتها بأنها انتهاك للقانون الدولي.
وفي 22 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ غارات مكثفة بالتنسيق الكامل مع إسرائيل استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، حيث شاركت فيها قاذفات بي-2 وأسفرت عن تدمير كامل للمواقع المستهدفة ويأتي هذا التحرك بعد فترة طويلة من الحديث عن احتمال توجيه ضربة أميركية مباشرة، ما يمثل تحولاً نوعياً بدخول الولايات المتحدة في مواجهة نشطة مع إيران، وليس فقط من خلال دعم إسرائيل في اعتراض الصواريخ على أراضيها.
في وقت مبكر اليوم 24 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل في تدوينة على منصة تروث سوشيال، حيث كتب ترامب “تهانينا للجميع! تم التوصل إلى اتفاق كامل ونهائي بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النار (بعد نحو ست ساعات من الآن، عند انتهاء كل من إسرائيل وإيران من مهامهما الأخيرة الجارية)، وذلك لمدة 12 ساعة، وعندها سيتم اعتبار الحرب قد انتهت رسميا!”، وأطلق اسم حرب الإثنا عشرة يوماً على المواجهة بين إسرائيل وإيران، طعن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في هذا الإعلان، قائلاً إنه لم يتم الاتفاق على أي اقتراح لوقف إطلاق النار، لكنه صرح بأن إيران ستوقف عملها العسكري إذا أوقفت إسرائيل الأعمال العدائية “في موعد أقصاه الساعة 4 صباحًا بتوقيت طهران.
في الساعة 6:45 صباحًا بتوقيت طهران، ردت الدفاعات الجوية الإيرانية على الضربات الإسرائيلية المستمرة على العاصمة، حيث أطلقت إيران دفعة أخرى من الصواريخ على بئر السبع في الساعة 7:07 صباحًا.
حتى هذه الساعة تتبادل إسرائيل وإيران، الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، بعد ساعات قليلة من دخول اتفاق الهدنة بين الجانبين حيز التنفيذ.
دكتورة مصرية