دولة الإمارات تحتفل بذكرى رحيل الشيخ زايد القائد المؤسس

سحر رجب

تحتفي غدا في التاسع عشر من شهر رمضان دولة الإمارات العربية بذكرى رحيل قائدها المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله والمغفور له بأذن الله، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها، باعتباره شخصية تاريخية بارزة تركت بصمات لا تُمحى على المنطقة والعالم. فقد كان الشيخ زايد صاحب رؤية ثاقبة ووحدوية، حيث أدرك أهمية الاتحاد بين الإمارات المتصالحة لتحقيق الاستقرار والازدهار.

قيام دولة الإمارات

وعمل بجد وإخلاص على تحقيق هذا الهدف، وتكللت جهوده بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971.

تأسيس مجلس التعاون الخليجي

ولم تقتصر رؤيته على الإمارات فقط، بل امتدت لتشمل المنطقة العربية بأسرها، حيث كان داعمًا قويًا للتعاون والتكامل العربي، ومنها دعوته لتأسيس مجلس التعاون الخليجي.

وتمتع الشيخ زايد بصفات قيادية فذة، حيث كان يتمتع بالحكمة والشجاعة والإخلاص، وكان قريبًا من شعبه، يستمع إلى همومهم ويعمل على حل مشاكلهم.

وكان يؤمن بأهمية بناء الإنسان، فعمل على توفير التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لجميع المواطنين.

وكان الشيخ زايد إنسانًا رحيمًا ومحبًا للخير، حيث كان يهتم بمساعدة المحتاجين في جميع أنحاء العالم، وأطلق العديد من المبادرات الإنسانية، وقدم الدعم المادي والمعنوي للعديد من الدول والشعوب.

كما كان الشيخ زايد رحمه الله حريصًا على الحفاظ على التراث الإماراتي الأصيل، حيث كان يؤمن بأهمية الهوية الوطنية، وعمل على دعم الحرف التقليدية والفنون الشعبية، وشجع على الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة.

وكان الشيخ زايد محبًا للطبيعة، حيث كان يؤمن بأهمية الحفاظ على البيئة وأطلق العديد من المبادرات لحماية الحياة البرية والبحرية، وشجع على استخدام الطاقة المتجددة.

قائدًا استثنائيًا

لقد ترك الشيخ زايد إرثًا عظيمًا يتمثل في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت نموذجًا للتنمية والازدهار، لا تزال رؤيته وقيمه تلهم الأجيال القادمة، وتوجه مسيرة التنمية في الإمارات، وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائدًا استثنائيًا وإنسانًا عظيمًا، يستحق أن يُخلد ذكره في التاريخ.الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وأول رئيس لها، شخصية تاريخية بارزة تركت بصمة لا تُمحى على المنطقة والعالم.

تولى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي في السادس من أغسطس 1966.

ومنذ ذلك الحين، بدأت سنوات حافلة بالعطاء والعمل الدؤوب لتنمية إمارة أبوظبي في مختلف المجالات. وشهدت إمارة أبوظبي بعد سنوات قليلة من تولي الشيخ زايد لمقاليد الحكم فيها، تحولات جذرية في زمن قياسي، حيث تم تنفيذ مئات المشاريع في البناء والتشييد والتحديث والتطوير والخدمات، والتي شملت إقامة المساكن و التجمعات السكنية الحديثة، وبناء المستشفيات والعيادات والمدارس والجامعات والمعاهد والكليات والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وكهرباء ومياه وخدمات الاتصال والمواصلات، وغيرها من مرافق الخدمات الأساسية من أجل بناء دولة عصرية وتوفير مقومات الحياة الكريمة للمواطنين.

ولم يقتصر عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله على إمارة أبوظبي وحدها، حيث كان يتطلع رحمه الله منذ تولي الحكم في إمارة أبوظبي إلى جمع شمل الإمارات الأخرى، حيث بادر بعد أقل من عامين من توليه حكم إمارة أبوظبي، بالدعوة إلى جمع شمل الإمارات.

ولاقت هذه الدعوة الحكيمة والمخلصة استجابة واسعة، تجسدت في الاجتماع الذي تم بين المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم أبوظبي والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في منطقة السمحة في 18 فبراير 1968 في أعقاب إعلان الحكومة البريطانية في ذلك العام عن إجلاء جيوشها من الإمارات المتصالحة في الخليج قبل عام 1971، حيث تركز اللقاء على إقامة اتحاد بين الإماراتين يقوم بالإشراف على الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي والخدمات الصحية والتعليمية، واتفقا على دعوة حكام الإمارات الأخرى لاجتماع في دبي لمناقشة قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة بين الإمارات التسع، والذي كان مقترحاً أن يتشكل من إمارات أبوظبي، دبي، الشارقة، رأس الخيمة، عجمان، أم القيوين، الشارقة، الفجيرة، بالإضافة إلى البحرين وقطر، ورفع بعد هذا اللقاء شعار الاتحاد الذي نادى به زايد وراشد، وتجاوب حكام الإمارات الأخرى مع هذه الدعوة المخلصة، وعقدوا اجتماعاً آخر من الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968 في دبي، انبثقت عنه اتفاقية قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة. وتواصلت بعدها الاجتماعات واللقاءات والمشاورات بين الحكام، لحين انعقاد الاجتماعات الحاسمة خلال الفترة من 11 إلى 15 أكتوبر 1969، والتي تم فيها الاتفاق على تنفيذ اتفاقية دبي، والإعلان بشكل رسمي عن قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة، وانتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله رئيساً لدولة الاتحاد، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله نائباً للرئيس.

وفي 18 يوليو 1971 عقد مجلس حكام الاتحاد اجتماعاً مهماً في دبي أقروا فيه مشروع الدولة الاتحادية، وذلك استجابة لرغبة شعوب المنطقة في إقامة دولة اتحادية يطلق عليها اسم الإمارات العربية المتحدة، لتصبح نواة لاتحاد شامل في المنطقة.

ميلاد دولة حديثة

وفي الثاني من ديسمبر 1971 شهد التاريخ ميلاد دولة حديثة أصبحت يوم إعلانها الدولة الثامنة عشرة في جامعة الدول العربية، بعد أن استكملت وثائق انضمامها إليها في السادس من ديسمبر 1971، والعضوالثاني والثلاثين بعد المائة في الأمم المتحدة اعتباراً من التاسع من ديسمبر 1971، أي بعد أسبوع واحد من إعلان قيام الدولة الاتحادية.

وانضمت إمارة رأس الخيمة إلى الاتحاد في 10 فبراير 1972.

وانطلقت منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدولة الاتحادية، عجلة العمل بواحدة من أضخم عمليات التنمية التي شهدتها المنطقة، وأعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكمعن تسخير الثروات من أجل تقدم الوطن ورفع مستوى المواطنين، قائلاً:” إننا سخرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيمانا منا بأن هذاالشعب صاحب الحق في ثروته وأنه يجب أن يعوّض ما فاته ليلحق بركب الحضارة والتقدم.

 

عن وجه افريقيا