تبادل للنيران بين الجيشان السوري واللبناني على الحدود

شهدت الليلة الماضية اشتباكات وتبادل للقصف بين الجيشين اللبناني والسوري على الحدود بين البلدين، وذلك في أعقاب حادثة بدأت بمقتل 3 عناصر من القوات السورية على يد مسلحين “تابعين لحزب الله” اللبناني.

الجيش اللبناني كشف في بيان، الإثنين، أنه بعد “مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر – الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة”، مضيفا أنه تم التنسيق وتسليم القتلى إلى الجانب السوري.

ولم يحدد الجيش اللبناني سبب مقتل الثلاثي، وذكر أن قرى وبلدات لبنانية تعرضت للقصف من داخل الأراضي السورية، فيما قامت الوحدات العسكرية بالرد على مصادر النيران.

نظام الأسد كان يعد حليفا استراتيجيا لحزب الله.
مرّت نحو 3 أشهر على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الحدث الذي غيّر المعادلات، ليس فقط في سوريا، بل أيضاً بالنسبة لحزب الله، الذي فقد شريانه الرئيسي، فمع انهيار هذا الحليف الاستراتيجي، وجد الحزب نفسه أمام واقع جديد يفرض عليه تحديات غير مسبوقة عسكرياً ومالياً.

كيف بدأت الأزمة؟

أصدرت وزارة الدفاع السورية، في ساعة مبكرة الإثنين، بيانا قالت فيه إن مجموعة تابعة لحزب الله قامت “عبر كمين بخطف 3 من عناصر الجيش العربي السوري على الحدود السورية اللبنانية قرب سد زيتا غرب حمص، قبل أن تقتادهم للأراضي اللبنانية وتقوم بتصفيتهم تصفية ميدانية”.

وأكدت الوزارة أنها ستتخذ “جميع الإجراءات اللازمة بعد التصعيد الخطير من ميليشيا حزب الله”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن العناصر الثلاثة “ينتمون إلى لواء (علي بن أبي طالب) التابع للجيش السوري”.

وأضاف أنهم “قتلوا في كمين لمسلحين يرجح أنهم أفراد عصابات تهريب من أتباع حزب الله اللبناني، ضمن الأراضي اللبنانية بالقرب من طريق السد، مقابل قرية القصر الحدودية مع لبنان”.

وأوضح المرصد أن قوات وزارة الدفاع السورية “قصفت مواقع عند الحدود السورية اللبنانية، واشتبكت القوات مع مجموعات عشائرية مسلحة في جرد الهرمل من جهة قرية حاويك على الحدود”.

قال الجيش اللبناني، الإثنين، إن قرى وبلدات لبنانية تعرضت للقصف من داخل الأراضي السورية، وقامت الوحدات العسكرية بالرد على مصادر النيرات، وذلك في أعقاب مقتل سوريين في منطقة حدودية تبعها ضربات من القوات السورية الحكومية قالت إنها ضد عناصر حزب الله.

ووفقا لمصادر المرصد، فإن “شجارا دار بين أفراد عشائر لبنانية مع عناصر لواء علي بن أبي طالب، انتهى بطعن عنصر من أبناء العشائر، ليتم بعدها استدراج عناصر اللواء إلى داخل الأراضي اللبنانية وقتلهم جميعا، ومن بينهم عنصر قُتل رجما بالحجارة”، وفق شريط مصور حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على نسخة منه.

وتشهد المناطق الحدودية مع لبنان أنشطة تهريب واسعة النطاق، وتحديدا المناطق القريبة من بلدة عرسال، التابعة لمنطقة البقاع اللبنانية بمحاذاة مع الحدود السورية.

وفي ظل افتقار الحدود إلى أي حواجز أو عناصر أمنية، فإن عمليات تهريب متنوعة تنشط في المنطقة، تشمل الآليات الثقيلة التي كانت تابعة للحكومة السابقة والتي تُسرق وتُباع كخردة، بالإضافة إلى تفكيك المعامل والدبابات والآليات العسكرية وبيعها في لبنان، حسب المرصد.

وأشار المرصد أيضا إلى أنه “يتم تهريب أسلحة من مستودعات في القلمون وبيعها في عرسال ومناطق لبنانية أخرى، إلى جانب عمليات تستهدف سرقة وبيع مواد مثل الكابلات النحاسية للهواتف والكهرباء في لبنان”.

وبعد الأحداث الأخيرة، قال الجيش اللبناني في بيانه، إن المنطقة الحدودية “يسودها الهدوء”، بعدما تصاعدت حدة القصف من الجانب السوري نحو الأراضي اللبنانية، منتصف ليل الأحد الإثنين.

 

عن وجه افريقيا