( حوبتك جات )
وأنت تمر في وسط البلد بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي .. وتدلف لشارع شريف باشا .. قربا من المبني الرئيسى للبنك المركزي .. تتسمر عيناك أمام لافتة .. تسر النفس وتطيب الخاطر .. تحمل مسمي ( دار السودان .. المرتكز الأساسي للسودانيين ) .. كم هي قمة الروعة ..
ها هي مصر تحتفي بأبناء جيرتها .. في مكان مميز .. يعكس عمق العلاقات الإنسانية .. ما يجمع بيننا أشمل من ساس يسوس .. وهكذا نحن نري اللافتة نحس براحة غريبة تسري في وجداننا .. يقشعر لها البدن ..
دار احتفت بمرتاديها .. وزارها الجميع .. مسئوليين وعامة ..
ما أن تتطأ قدماك باب الدار .. إلا ويستقبلك الكل هاشا باشا مرحب بك.
مختلف الأعمار .. الهيئات والسحنات ..من تبدلت لكنته فأصبح يمزج رطانته المحببة باللهجة المصرية .. فتصير كالشاي بالحليب ..
يتخوف الكثير من القادمين لمصر من الولوج لها .. وكما العادة .. نلقي السمع للقيل والقال ( سمعنا أن ناس الجالية لا يرحبون بالقادمين ) ..
وآخرين أن هذه الدار ( حقت السفارة والمؤتمر الوطني ) .. واقع الحال يدحض ذلك .. انتمي الي حزب سياسي عارض الإنقاذ حتي سقوطها وأدير مكتبه في القاهرة.. لم يوصدوا أهل الدار أبوابهم في وجهنا .. أقمنا ثلاث فعاليات ثقافية كبري .. تحدثنا فيها عن مفهومنا للوسطية في كل مناحي الحياة .. حضر منها امامنا الحقاني عليه الرضوان اهمها .. الم يكن يعلم مديرها الحبيب احمد النور .. أو أمين ثقافتها الحبيب سيد توفيق حقيقتنا .. كلا أنهم واعين ومدركين لذلك .. ولكن طالما هو نشاط يجمع لا يفرق .. ينصب في نهر المعرفة السودانية .. فمرحي به ..
إذن لا مثوبة في ذلك .. أنها مرتكز لكل السودانيين .
وكما يقول أهل مصر ( الحلو ما يكملش ) .. دار السودان مستإجرة وليس بملك لحكومة السودان .. كانت تدفع أجرة شهرية منذ ستينيات القرن الماضي .. إلي أن أقام ملاك العقار دعوي قضائية طالبوا كل سكان العقار بإخلاء العقار .
وقد نالوا حكم قضائي لصالحهم .. كل مراحل الاستئناف كانت لصالح الملاك .. والذين تمسكوا بالقرار .
إلي أن لاحت بادرة لبقاء الدار في مكانه المعروف .. يشترط رفع القيمة الإيجارية لمبلغ يفوق امكانيات دار السودان وأعضائه ..
لذا كانت الدعوة لهذا النفير التعبوي .. الذي يأمل منه جبر الضرر ورفع الضيم عن الدار .. واستمراره منارة للسودانيين .
التقيت قبلا الحبيب احمد النور .. إلا أن المحاولات الرسمية اصطدمت بكثير من العوائق ..
اليوم نرفعها مبادرة مماثلة كما هي بالقاهرة .. لكل الحادبين .. والحالمين بسهر الشوق في العيون الجميلة في الخرطوم .. أن هلموا لندعم دار السودان والتي هي وجه للسودان .. ودبلوماسية شعبية لا غني عنها ..
الدعم المادي للحل الأني وغيره من الآراء لكيف يكون المستقبل ..
أنا وأنت وكلنا من أجل بقاء هذا العملاق.
رئيس مكتب حزب الأمة السوداني بالقاهرة