أخبار عاجلة

أبو الغيط أمام المنتدى العالمي العاشر للأمم المتحدة لتحالف الحضارات

نص كلمة أحمد أبو الغيط

أمين عام جامعة الدول العربية

يلقيها بالإنابة السفير/ أحمد رشيد خطابي

الأمين العام المساعد

رئيس قطاع الاعلام والاتصال

أمام المنتدى العالمي العاشر للأمم المتحدة لتحالف الحضارات

متحدون في السلام: استعادة الثقة وإعادة تشكيل المستقبل

عقدين من الحوار من أجل الإنسانية  

 أمام المنتدى العالمي العاشر للأمم المتحدة لتحالف الحضارات

معالي  باولو رانخي  وزير الدولة والشؤون الخارجية بجمهورية البرتغال

أنطونيو توتيري الامين العام لمنظمة الأمم المتحدة

 ميغيل أنغيل موراتينوس

وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الممثل السامي للأمين العام لتحالف 

اسمحوا لي، في البداية، أن أتوجه بخالص عبارات الشكر للجهاتالمنظمة على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذه الدورة في رحاب مدينة كاسكايس الجميلة على الساحل الأطلسي لهذا البلد العريق الذي شهد على مدى قرون مزيجا من الحضارات ومنها الموروث الأندلسي الذي قدم نموذجا متميزا في التساكن والعيش المشترك في تاريخ الإنسانية.

وانطلاقا من التوجهات الاستراتيجية لجامعة الدول العربية من دواعي اعتزازي التأكيد على إرادتنا الراسخة لتكريس الانخراط في خدمة ثقافة السلام، وبناء مقومات الثقة، ومد جسور الحوار، باتساق مع الأهداف الكبرى الذي يسعى المنتدى العالمي للأمم المتحدة لتحالف الحضاراتإلى تحقيقها لاحتواء نزعات العنف ومواجهة السرديات المحرضة على التعصب والكراهية وازدراء الأديان والتطاول على حرمة رموزها.

ذلكم أن المنطقة العربية   التي احتضنت دورتين من منتديات تحالف الحضارات في كل من دولة قطر في 2011 وبالمملكة المغربية في 2022،تحرص تمشيا مع أحكام ميثاق الجامعة العربية على الالتزام الثابت بالسلام والمبادئ الحقوقية والإنسانية، ونبذ العنف والنزاعات المسلحة التي تغذيها جروح التاريخ ومشاعر الظلم واليأس والإحباط وخاصة في الشرق الأوسط.

 وفي هذا السياق، تثار تساؤلات حول مصداقية القانون الدولي الانساني في ظل تواصل شراسة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان وتزايد الأعداد المهولة من الضحايا المدنيين الأبرياء.

والجميع يعلم الوضع الإنساني الكارثي في غزة مع استمرار القصف والنزوح المتكرر، وعرقلة المساعدات الإغاثية، وحظر أنشطة “الأونروا “،واستهداف الدور السكنية والمنشآت العامة بما فيها المؤسسات التعليمية والمعالم الثقافية والأثرية وأماكن العبادة .

إن استقرار هذا الفضاء الجيو – سياسي الحساس يمر حتما عبر الحلول السلمية بعيدا عن منطق القوة ودوامة العنف والدمار بما يضمن، بعد عقود طويلة وقاسية، كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في إرساء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ورؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية.

أصحاب المعالي والسعادة

لقد كانت الجامعة العربية سباقة للانضمام إلى “مجموعة أصدقاء التحالف ” منذ 2005، وإطلاق تعاون مؤسساتي طموح بالتوقيع على مذكرة تفاهم في يناير 2008.وعملت، بانفتاح على التجارب الوطنية للدول الأعضاء، على إعداد الخطة الاستراتيجية الموحدة لتحالف الحضارات التي اعتمدت في 2016 والتي يجري العمل على تحديثها برسم سنوات 2025-2029 وإثرائها بقضايا حيوية كالهجرة والتعليم والاعلام والشباب والتي ستعمّم على نقاط الاتصال العربية لدى التحالف لاستيفاء دراستها بشكل متكامل.

من هنا، دعوني أسجل بارتياح الخطوات الموفقة التي طبعت هذا التعاون، مثمنا المبادرات القيمة للسيد موراتينوس الممثل السامي للأمينالعام لتحالف الحضارات، بما هو مشهود له من حنكة دبلوماسية وحس إنساني عال، ومنها على الخصوص خطة العمل 2026-2024 التي طرحت خلال الاجتماع الوزاري الأخير على هامش الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة 79 للجمعية العامة.

 كما أود التأكيد على أن المدخل القويم لإضفاء مزيد من النجاعة على هذا المسار الواعد يتمثل في الدعم المستمر لكافة الشركاء حكومات وبرلمانات وفاعلين محليين ومنظمات ومجتمع مدني ونخب فكرية وإعلامية وفنية ورياضية تؤمن برسالة حماية السلام، وقدسية الكرامة البشرية في نطاق مقاربة تشاركية ترتكز على التعاون وتضافر الجهود على مختلف المستويات الوطنية والاقليمية والكونية.

 إن اللحظة الاحتفالية بمرور 20 سنة على إنشاء تحالف الحضارات، بمبادرة جليلة من إسبانيا وتركيا، فرصة سانحة لإجراء وقفة تأمل وتقييم شامل وخلاق لمكاسب التحالف لا سيما مع بروز تحديات متعددة في المشهد الدولي الراهن الذي تشوبه انقسامات عميقة، وصراعات متفاقمة، ومخاطر مرتبطة بالفضاء الرقمي والسيبراني في زمن الذكاء الاصطناعي.

وختاماً، نحن على يقين أن “إعلان كاسكايس” الذي سيتوج أعمال هذه الدورة يعطي إشارة قوية للمضي قدما بمسيرتنا الواثقة على طريق تنمية الحوار بين الثقافات والحضارات، واحترام التنوع والخصوصيات الثقافية، وتشجيع العمل الأممي الاستباقي لاستدامة السلام،واستشراف مستقبل جماعي أفضل وآمن للأجيال الصاعدة.

شكرا جزيلا لكم.

عن وجه افريقيا