محمد يحيى
تمكّن المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان السبت من الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي، وفق ما أفادت وسائل الإعلام الرسميّة.
وأحصى مسؤولو الانتخابات إلى غاية الساعة أكثر من 30 مليون صوت، حصل بيزشكيان منها على ما يفوق 16 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، بحسب نتائج نشرتها وزارة الداخلية.
فيما تقع المسؤولية الأولى في الحكم على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط العريضة التي يضعها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
حقق المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان السبت الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسميّة في إيران.
وفي أول تصريحات له، أكد الرئيس الإيراني المنتخب أنه “سيمد اليد” لجميع الإيرانيين، قائلا في منشور على منصة إكس “الطريق الصعب أمامنا لن يكون سهلا إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم. أمدّ يدي لكم”، مكررا ما تعهد به الثلاثاء بـ”مد يد الصداقة للجميع” في حال فوزه.
وكان قد أدلى الإيرانيون بأصواتهم أمس الجمعة في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية تواجه فيها بيزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملف النووي المحافظ جليلي المعروف بمواقفه المتشددة إزاء الغرب.
ولقيت هذه الدورة الثانية متابعة دقيقة وكبيرة في الخارج، كون إيران، القوة الوازنة في الشرق الأوسط، وعلى علاقة بكثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عديدة مصدر خلاف بين الجمهورية الإسلاميّة والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
هذا، ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران أمس الجمعة للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزا في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالا إلى الخليج جنوبا.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند منتصف الليل (20:30 ت غ) بعد تمديد التصويت ست ساعات.
“قادر على إحداث تغيير”
وفي الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع، بلغت نسبة الإقبال على التصويت 39,92% من أصل 61 مليون ناخب، في أدنى مستوى لها منذ قيام الجمهوريّة الإسلاميّة قبل 45 عاما.
ودعت شخصيات معارضة داخل إيران وكذلك في الشتات، إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرة أنّ المعسكرين المحافظ والإصلاحي وجهان لعملة واحدة.
لكن بالنسبة إلى وزير الخارجيّة الأسبق علي أكبر صالحي، فإنّ على الناخبين أن “يختاروا”، بالنظر إلى “الرؤيتَين المختلفتين تماما” للمرشّحين، وفق تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الفرنسية بعد الإدلاء بصوته في شرق العاصمة.
وفي مركز اقتراع في طهران، قال حسين البالغ 40 عاما إنه اختار بيزشكيان لأنه “قادر على إحداث تغيير”.
واتخذ فرزاد (52 عاما) الذي طلب عدم كشف كامل هويته على غرار حسين، الخيار نفسه “لمنع المتطرفين” من الوصول إلى السلطة.
وقال “نهتف الموت لأميركا منذ 45 عاما، لقد طفح الكيل، (…) لا يمكننا بناء جدار حول البلاد”.
وقرّرت ملكة مقتضائي، مرتدية التشادور الأسود، التصويت لجليلي. فهذه الطالبة البالغة 19 عاما تعوّل عليه في “تحسين اقتصاد البلاد”.
وفي مقهى في وسط العاصمة، امتنعت إلميرا وهي طالبة تبلغ 26 عاما عن التصويت وأملت بأن يحذو كثرٌ حذوها “لتوجيه رسالة” إلى العالم.
“إخراج إيران من عزلتها”
وخلال مناظرة متلفزة جرت بين المترشحيْن مساء الإثنين الماضي ،ناقش الخصمان خصوصا الصعوبات الاقتصاديّة التي تواجهها البلاد والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.
وقال بيزشكيان إن “الناس غير راضين عنا”، خصوصا بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقلّيّات الدينية والعرقية، في السياسة.
وأضاف “حين لا يشارك 60% من السكان (في الانتخابات)، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة” مع الحكومة.
ودعا المرشح الإصلاحي إلى “علاقات بنّاءة” مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل “إخراج إيران من عزلتها”.
أما جليلي، المفاوض في الملف النووي بين عامي 2007 و2013، فكان معارضا بشدّة للاتفاق الذي أُبرم في نهاية المطاف بين ايران والقوى الكبرى بينها الولايات المتحدة، والذي فرض قيودا على النشاط النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات.
وإلى ذلك، يدعو بيزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية العام 2022 إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
هذا، ويشار إلى أن تأثير نتيجة الانتخابات على توجّه البلاد سيكون محدودا لأنّ للرئيس في إيران صلاحيات محدودة. إذ تقع المسؤولية الأولى في الحكم بالجمهورية الإسلامية على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة، أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يمليها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.