أخبار عاجلة

11 مقاطعة صينية تكسر منحنى التراجع السكاني… نمو لافت يقوده التصنيع المتقدم والهجرة الداخلية الذكية

سحر رجب

كشف الكتاب الإحصائي السنوي الصيني لعام 2025 الصادر عن الهيئة الوطنية للإحصاء، أن 11 منطقة على مستوى المقاطعات بالصين نجحت في تحقيق نمو سكاني خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم التراجع العام في عدد السكان منذ عام 2022.

ويعكس هذا الاتجاه تباينات واضحة في مسارات التنمية الاقتصادية وقدرة بعض المناطق على جذب المواهب والعمالة الشابة.

ووفق التقرير، جاءت مقاطعات تشجيانغ وقوانغدونغ وشينجيانغ وهاينان وجيانغسو وآنهوي وقويتشو وفوجيان ونينغشيا وشيتسانغ وهوبي ضمن قائمة المناطق التي ارتفع عدد سكانها الدائمين بين عامي 2021 و2024.

وتصدرت تشجيانغ النمو الوطني، حيث أضافت 1.3 مليون نسمة خلال ثلاث سنوات، في وقت حققت فيه جميع مدنها على مستوى الولايات زيادة سكانية.

ويرى تانغ هاي رو، نائب رئيس جمعية أبحاث العلوم الحضرية في تشجيانغ، أن ديناميكية القطاع الخاص وتوافر فرص العمل، إضافة إلى التنمية المتوازنة بين الأقاليم وتقليص الفجوة بين المدن والريف، تشكل عوامل أساسية وراء هذا النمو المستقر.

دلتا اليانغتسي واللؤلؤ… وجهتا الهجرة الجديدة

ويعزز التقرير التوجه الواضح لتدفق السكان نحو دلتا نهر اليانغتسي ودلتا نهر اللؤلؤ، وهما من أكثر المناطق ازدهاراً وتطوراً في الصين. كما تتسارع حركة الهجرة الداخلية من البلدات الصغيرة والمناطق الريفية إلى المدن الكبرى، ما يعكس تغيراً في خريطة توزيع السكان بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية.

خفي تتصدر المدن الأسرع نمواً… و10 ملايين نسمة تدخل نادي الدلتا

وعلى مستوى المدن، جاءت خفي في مقاطعة آنهوي في المرتبة الأولى بزيادة 537 ألف نسمة خلال ثلاث سنوات، لتصبح رابع مدينة في دلتا نهر اليانغتسي التي يتجاوز تعدادها السكاني 10 ملايين نسمة بعد شانغهاي وسوتشو وهانغتشو.

وتوضح لين في، الباحثة في أكاديمية العلوم الاجتماعية بآنهوي، أن التطور الصناعي وتوسّع القطاعات الناشئة مثل مركبات الطاقة الجديدة والطاقة الكهروضوئية والدوائر المتكاملة لعبت دوراً محورياً في جذب المواهب الشابة إلى المدينة.

وجاءت قوييانغ في المرتبة الثانية بزيادة 502 ألف نسمة، مدعومة بسياسات استقطاب المواهب وتعزيز مكانة المدينة كحاضرة إقليمية، فيما تجاوز صافي نموها السنوي 100 ألف نسمة لأربع سنوات متتالية.

ويشير هذا المشهد المتباين إلى أن الصين، رغم تراجعها السكاني العام، تشهد تحولات نوعية في توزيع السكان تقودها المدن الصناعية الصاعدة والاقتصادات الإقليمية الديناميكية، ما قد يعيد رسم الخريطة الديموغرافية للبلاد خلال السنوات المقبلة.

ويذكر أن شهد النمو السكاني في الصين تغيرا جذريا من النمو السريع إلى الانكماش، حيث بلغ عدد السكان ذروته عام 2021 وانخفض بشكل ملحوظ في 2022 و2023، ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض معدلات المواليد، مما أدى إلى أكبر انخفاض سكاني منذ 60 عامًا.

تواجه البلاد تحديات ديموغرافية جديدة، وقد تجاوزت الهند الصين كثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في عام 2023.

عن وجه افريقيا