“مركز بحوث المرأة والإعلام” بـ”إعلام القاهرة”يعقد ندوة حول تعزيز الوعي الرقمي للمرأة

سحر رجب

تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة الكلية، وبدعم من الدكتورة غادة عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع والدكتورة نشوى عقل، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الأستاذة الدكتورة نرمين علي عجوة، مديرة مركز بحوث ودراسات المرأة والاعلام، عقد المركز ندوة توعوية بعنوان “المرأة وتعزيز الوعي بالاستخدام المسؤول للتكنولوجيا”.

وذلك في إطار مبادرة “يوم بلا شاشات” الهادفة إلى تفنين استخدام التقنيات الحديثة.

وانطلاقا من دور مركز بحوث المرأة والإعلام في التوعية بأهم القضايا المجتمعية، استهدفت الندوة التوعية بمخاطر الافراط في استخدام الشاشات لاسيما الاستخدام المفرط للموبايل بالمتابعة الغير مقننة لوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك دعما لمبادرة هامة وهادفة وهي مبادرة يوم بلا شاشات التي تم إطلاقها يوم 25 سبتمبر برعاية الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة سعيا لدرء مخاطر وتحديات هائلة بسبب الاستخدام المفرط لهذه الوسائل، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة الجسدية والنفسية، وإهدار الوقت والجهد وتدمير العلاقات الاسرية والإنسانية.

كما تتزايد حدة المشكلة عند الأطفال المستخدمين لهذه الوسائل بإفراط وبعدم وعي أو تمييز للمحتوى الملائم، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية وتحصيلهم الدراسي، ومن هنا يأتي دور المرأة المحوري في توجيه الأسرة والمجتمع بأهمية الاستخدام الرشيد للتكنولوجيا والتوازن بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي.

وفى هذا الإطار أوضحت الدكتورة نرمين عجوة، رئيس مركز بحوث المرأة والإعلام، في كلمتها الافتتاحية أنه على الرغم مما تقدمه التكنولوجيا من فرص هائلة للتعلم والتواصل وتوفير الوقت، إلا أنها في الوقت نفسه سلاحًا ذو حدين، وتحمل في طياتها مخاطر جمة عند الإفراط في استخدامها.

وشددت على الدور المحوري للمرأة في توجيه الأسرة والأطفال نحو الاستخدام الرشيد والآمن للتكنولوجيا، داعية الجميع إلى تبني تجربة “يوم بلا شاشات” أو تخصيص ساعات بلا شاشات لتعزيز التواصل الإنساني الفعلي على حساب الافتراضي.

من جانبها، رحبت الدكتورة ثريا البدوي، عميدة الكلية، بالضيوف الكرام، مشيدة بجهود المركز والدكتورة نرمين عجوة في طرح ومعالجة القضايا المجتمعية ذات الأهمية القصوى، ودعت الحضور إلى تجربة يوم بلا شاشات وصولا الى متعة التواصل الحقيقي الملموس بدلا نت العالم الافتراضي.

واعربت الدكتورة نشوى عقل، وكيل الكلية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، عن طموحها أن تتجاوز المبادرة أسوار الجامعة لتصل إلى نطاق أوسع في المجتمعات المحلية، بهدف نشر الوعي بأهمية التوازن الرقمي على نطاق أوسع، مبرزة أن الاستخدام المعتدل والواعي للتكنولوجيا يمثل درعًا واقيًا بعيدا عن الإرهاق النفسي والبدني الذي ينجم عن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا مع التأكيد على أهميتها القصوى شريطة عدم الافراط.

واوضحت الأستاذة الدكتورة منى الحديدي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ولجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، أن المبادرة هي نتاج فكر واهتمام مشترك بين نخبة من الزملاء في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وتسعي لمواجهة تنامي ظاهرة إدمان المواقع والاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن الهدف الأساسي هو توظيف التكنولوجيا فيما يعود بالنفع، وترشيد استهلاكها في أوقات الفراغ، لإفساح المجال للحياة الواقعية وممارسة الهوايات والرياضة وتعزيز الاندماج الأسري والإنساني، محذرة من المخاطر الصحية والنفسية للإفراط في الاستخدام، مثل تعفن العقل والمشاعر الخشبية.

ودعت الجميع لتخصيص ساعة أو ساعتين قبل النوم، أو يوم كامل خلال الإجازات.

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة نادية النشار، رئيس شبكة الشباب والرياضة، أن التعلم الحقيقي يكتمل بالتواصل المباشر والمعايشة، مشيرة إلى أن وعي المرأة يشكل حجر الزاوية في بناء البيوت والمجتمعات المستقرة، وأن دور المركز يسهم في تسليط الضوء على هذا الوعي، مشددة على ضرورة الاستخدام الآمن للشاشات وتجنب الإفراط فيها، لافتة إلى أن المبادرة تسعى لتحقيق التطور والرقمنة ولكن بعيدًا عن المخاطر.

كما وصف الأستاذ زياد عبد التواب، خبير التكنولوجيا والتحول الرقمي بمجلس الوزراء، المبادرة بأنها “مبادرة إنقاذ الإنسان”، موضحًا أن التزاوج العميق بين الإنسان والتكنولوجيا قد أدى إلى سيطرة سلبية عليها، محذرًا من اضطراب الدماغ الناتج عن المحتوى الرقمي القصير وغير المترابط، وضعف الذاكرة، والتأثيرات السلبية على الحالة النفسية والجسدية، خاصة مع التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، وكذلك التحديات التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي من تعطيل للخدمات، التنمر، التحرش، واختراق الحسابات.

ودعا إلى تقييم ذاتي لاستخدام التكنولوجيا والقدرة على الانفصال عنها، مشيرًا إلى أن الأم تلعب دورًا حاسمًا في توجيه الأطفال والمراهقين نحو الاستخدامات المفيدة للإنترنت واستثماره في ريادة الأعمال.

وقدمت نرمين البحيري، خبيرة التنمية البشرية والمهارات الحياتية، “روشتة” عملية لتفادي الاستخدام المفرط، مؤكدة أن الفرد يمتلك حرية اختيار المحتوى الذي يخدمه، وحذرت من التفكير المفرط، عدم التركيز، تضارب المشاعر، التوقعات غير الواقعية، وظاهرة الإدمان الناجمة عن الاستخدام غير الآمن للتكنولوجيا، واقترحت تدوين ساعات الاستخدام اليومي وتقييم المحتوى، معتبرة المبادرة بمثابة “يوم صيام لهرمونات السعادة من المصادر غير الصحية”، وداعية إلى تهيئة الإنسان لتقوية الذاكرة، ووضع جدول بدائل تدريجية لتجنب الاستخدام المفرط والعشوائي للشاشات.

وقد شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا وحضورًا لافتًا من كوكبة من أساتذة الكلية والخبراء والعلماء والمتخصصين، والطلاب، واختتمت الفعاليات بتكريم الضيوف والطلاب المساهمين في إعداد فيديوهات ترويجية للمبادرة، وكذلك تكريم خاص للطلاب الذين فازو في المسابقة التي أعدها المركز حول أفضل فيديوهات عن دور المرأة المصرية خلال حرب أكتوبر1973، كما استمتع الحضور بفقرة موسيقية راقية قدمتها عازفة الكمان هدى رضوان دعما لفكرة ان التفاعل الحقيقي يحقق معاني لا يمكن ان يحققها العالم الافتراضي.

عن وجه افريقيا