سحر رجب
في ندوة رفيعة المستوى عقدت صباح اليوم في القاهرة، ألقى تشانغ تاو، القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر، كلمة شاملة استعرض فيها أبرز الأحداث الصينية الأخيرة، مع التركيز على إحياء الذكرى الـ80 لانتصار الشعب الصيني على العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وقمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين.
حضر الندوة شخصيات مصرية بارزة مثل السفير عمرو حمزة مساعد وزير الخارجية للشئون الأسيوية ، الوزير المفوض محمد بن صديق بجامعة الدول العربية ، والسفير عزت سعد، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي، والسفير علي الحفني رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، إلى جانب عدد من الصحفيين ووسائل الإعلام بالاضافة إلى ممثلين عن أوساط مصرية متنوعة يتابعون التطورات الصينية عن كثب.
أكد تشانغ تاو في كلمته أن الصين شهدت حدثين رئيسيين مؤخراً: الفعالية التذكارية في بكين وقمة تيانجين، حيث مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء.
وصف القائم بأعمال السفارة هذه الأحداث بأنها فرصة لمشاركة “الأحوال وبعض الأفكار” مع الأصدقاء المصريين.
إحياء ذكرى النصر التاريخي: رسائل للعالم
ركز الجزء الأول من الكلمة على الفعالية التي أقيمت في 3 سبتمبر في بكين، والتي شملت عرضاً عسكرياً مهيباً في ميدان تيانآنمن، حيث ألقى الرئيس شي جين بينغ خطاباً هاماً واستعرض القوات.
حضر الفعالية الفريق كامل الوزير كمبعوث خاص للرئيس السيسي، إلى جانب 61 قائداً دولياً ورؤساء حكومات ومنظمات دولية.
سأل تشانغ تاو: “لماذا تقوم الصين بإحياء ذكرى هذا النصر على هذا المستوى العالي؟”، مجيباً بثلاث رسائل رئيسية.
أولاً، تذكير بالأهمية الاستراتيجية لساحة المعركة في الصين، حيث قاوم الشعب الصيني الغزاة في حرب بين “العدالة والشر”، مقدمين تضحيات جسيمة بلغت 35 مليون ضحية.
أكد أن حرب المقاومة الصينية كانت جزءاً أساسياً من الحرب العالمية ضد الفاشية، بدأت مبكراً واستمرت أطول، مساهمة في دعم الحلفاء وإنقاذ الحضارة البشرية. شدد على دور الحزب الشيوعي الصيني في بناء جبهة متحدة دولية، معتبراً النصر نقطة تحول للأمة الصينية نحو النهضة، وبذر بذور الصداقة مع مصر في النضال ضد الاستعمار. وأشار إلى معرض صور في الصالة يعيد الحاضرين إلى تلك الفترة التاريخية تكريماً للشهداء.
ثانياً، الحفاظ على النظام الدولي ما بعد الحرب، الذي أسسته الصين كدولة منتصرة مع دول العالم، مرتكزاً على الأمم المتحدة وميثاقها.
أبرز عودة تايوان إلى الصين كجزء أساسي من نتائج الحرب، مستشهداً بـ”إعلان القاهرة” الذي وقع في ميناهاوس، و”إعلان بوتسدام”، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 عام 1971، الذي حسم تمثيل الصين وطرد ممثلي تايوان.
لا يجوز التشكيك في أن تايوان جزء من الصين”، قال تشانغ، مشيداً بدعم مصر الثابت وموزعاً كتيباً بعنوان “10 أسئلة حول القرار رقم 2758”. أكد أن الوحدة الصينية حتمية.
ثالثاً، خلق مستقبل مشرق يسوده السلام، مستلهماً من التاريخ لمواجهة تغيرات عالمية متسارعة وغيوم الحرب الباردة والهيمنة.
نقل عن الرئيس شي أن الجنس البشري يربطه مستقبل مشترك، داعياً إلى بناء مجتمع بشري مشترك عبر مبادرات عالمية.
أوضح أن عرض المعدات العسكرية لم يكن تباهياً، بل تجسيداً لدور الصين كدعامة للسلام، حيث تعمل على ترسيخ السلام وتقديم سلع عامة.
شارك قصصاً مؤثرة، مثل صحفي عراقي يتطلع لسلام الشرق الأوسط، وأصدقاء فلسطينيين يأملون في استقلال بلادهم وحياة آمنة.
ووصف العرض العسكري كدليل على قوة الصين وعزمها على صيانة السلام والتنمية.
ومع ذلك، يبدو أن الكلمة كانت تتجه نحو مناقشة الإرادة السياسية لإصلاح الحوكمة العالمية، كما في سياقات سابقة مشابهة.
تأتي كلمة تشانغ تاو في سياق توترات عالمية متزايدة، حيث تبرز الصين كقوة تدعو للتضامن والعدالة.
الندوة، التي جمعت شخصيات مصرية بارزة، تعكس عمق العلاقات بين البلدين، وسط تطلعات مشتركة لسلام وتنمية.
مصادر دبلوماسية أكدت أن مثل هذه الفعاليات تعزز الشراكة الاستراتيجية، مع ترقب لمزيد من التعاون في إطار “الحزام والطريق” و”رؤية مصر 2030″.