سحر رجب
في ختام كلمته خلال ندوة عقدت بالقاهرة، ألقى تشانغ تاو، القائم بأعمال السفارة الصينية في مصر، الضوء على الزخم غير المسبوق في العلاقات الصينية-المصرية، مشدداً على أنها تشهد “ذروتها” بفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيسين شي جين بينغ وعبد الفتاح السيسي.
بحضور شخصيات مصرية بارزة مثل السفير عمرو حمزة مساعد وزير الخارجية للشئون الأسبوية ، الوزير المفوض محمد بن صديق بجامعة الدول العربية ، السفير عزت سعد، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري صلاح عدلي، والسفير علي الحفني رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية، أكد تشانغ أن التعاون بين البلدين يمثل نموذجاً للتضامن بين دول الجنوب العالمي، معززاً رؤية مشتركة للسلام والتنمية العالمية.
مصر في قلب منظمة شنغهاي
استهل تشانغ الجزء الثالث من كلمته بالتأكيد على مكانة مصر كعضو فاعل في أسرة منظمة شنغهاي للتعاون، مشيراً إلى مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، في قمة تيانجين 2025 نيابة عن الرئيس السيسي.
خلال القمة، التقى الرئيس شي جين بينغ بمدبولي بحرارة، كما عقد تساي تشي، عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، لقاءً معه، بمشاركة السفير لياو لي تشيانغ في فعاليات بكين ذات الصلة.
وأبرز تشانغ أن هذه اللقاءات عكست عمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، واصفاً إياهما بـ”الشقيقين” الذين يتشاركان المصالح الأساسية والتطلعات المشتركة.
تعزيز الشراكة الاستراتيجية
أكد الرئيس شي، بحسب تشانغ، على ضرورة تعميق الشراكة الثنائية من خلال دمج مبادرة “الحزام والطريق” مع “رؤية مصر 2030″، مع التركيز على مجالات التجارة، التصنيع المشترك، والطاقة الجديدة.
وأشار إلى المنطقة الصناعية في السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري كنموذج رائد للإستثمارات الصناعية.
كما دعا إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف لمواجهة الأحادية والتنمر، والدفاع عن النظام الدولي القائم على الأمم المتحدة والقانون الدولي، مع صون منجزات انتصار الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، نقل مدبولي تحيات الرئيس السيسي للرئيس شي، مؤكداً أن الصين “شريك وصديق حقيقي” لمصر.
وأكد التزام مصر الراسخ بمبدأ “الصين الواحدة”، معربًا عن رغبة بلاده في تعميق التعاون في الطاقة الجديدة، المركبات الكهربائية، التمويل، وتحلية مياه البحر.
كما دعم مدبولي مبادرات شي العالمية، مشدداً على ضرورة التنسيق لحماية مصالح الدول النامية في ظل تحديات التجارة والاقتصاد العالمي.
نتائج ملموسة وزخم جديد
خلال زيارة مدبولي للصين، أجرى مناقشات مثمرة مع رؤساء شركات صينية، حظيت بتغطية إعلامية مصرية واسعة.
وأسفرت الزيارة عن تعزيز الثقة السياسية، تعميق التعاون العملي، وتوسيع آفاق التعاون متعدد الأطراف.
وأشار تشانغ إلى أن العلاقات الصينية-المصرية تشهد ازدهاراً ملحوظاً، مستشهداً بزيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لمصر في يوليو الماضي، التي عززت الصداقة ووضعت خططاً للمستقبل.
وأبرز تقدماً ملموساً في مشاريع الطاقة المتجددة التي تنفذها شركات صينية في مصر، إلى جانب التعاون المالي وأبحاث مشتركة حول الآثار المغمورة بالمياه.
مستقبل واعد ومنتدى استثماري
اعتبر تشانغ زيارة مدبولي دليلاً على المستوى الرفيع للعلاقات، خاصة أنها جاءت بعد زيارة لي تشيانغ بأقل من شهر، ما يعكس الطبيعة الاستراتيجية للشراكة.
وأعلن عن استضافة مصر في أواخر أكتوبر القادم للدورة الأولى من “منتدى الاستثمار الصيني-المصري”، بقيادة لينغ جي، نائب وزير التجارة الصيني، برفقة غرف تجارية وشركات صينية، لتعزيز الاستثمارات في مصر.
وأكد أن تنفيذ نتائج قمة تيانجين وزيارة مدبولي سيحقق فوائد ملموسة للشعبين، مع المضي نحو بناء “مجتمع صيني-مصري ذي مستقبل مشترك”، يسهم في السلام والازدهار العالميين.
رؤية مشتركة للجنوب العالمي
ختم تشانغ كلمته بدعوة للعمل مع مصر لتنفيذ توافقات القمة، مؤكداً التزام الصين بدورها كقوة مسؤولة في الجنوب العالمي. الندوة، التي شهدت حضوراً دبلوماسياً مصرياً رفيعاً، عكست عمق الشراكة بين البلدين، وسط توقعات بتوسع التعاون في إطار مبادرات “الحزام والطريق” و”رؤية 2030″. ومع اقتراب منتدى الاستثمار، تتجه الأنظار نحو فصل جديد من التعاون يعزز التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي والعالمي.