أخبار عاجلة

شي جين بينغ يدعو من تيانجين إلى عالم أكثر وحدة: قمة شنغهاي 2025 ترسم مستقبل التعاون الدولي

 

سحر رجب

انطلقت إمس الأحد فعاليات قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025 في مدينة تيانجين الساحلية، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة افتتاحية خلال مأدبة ترحيبية أقيمت لضيوف دوليين، حضرها قادة أكثر من 20 دولة وممثلو 10 منظمات دولية.

وفي كلمته، دعا شي إلى تعزيز الوحدة والتعاون بين دول الجنوب العالمي، مؤكدًا على الدور المحوري لمنظمة شنغهاي في حماية السلام الإقليمي ودفع التنمية المستدامة في عالم يواجه شكوكًا متزايدة وتحولات متسارعة.

رؤية طموحة لمستقبل متعدد الأقطاب

رحب الرئيس شي وعقيلته بنغ لي يوان بالضيوف الدوليين في مأدبة فاخرة أقيمت عشية القمة، حيث أعرب عن ثقته الكاملة بنجاح القمة في تحقيق أهدافها من خلال الجهود المشتركة للدول الأعضاء.

وأكد أن منظمة شنغهاي، التي تأسست عام 2001، تتحمل اليوم مسؤوليات أكبر لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودعم التنمية في دولها الأعضاء، التي تمثل ما يقرب من نصف سكان العالم وربع الاقتصاد العالمي.

وأشار إلى أن القمة ستشهد اعتماد وثائق رئيسية، بما في ذلك استراتيجية تنمية المنظمة للعقد المقبل، مما يعزز دورها كقوة عالمية رائدة.

تيانجين: رمز الانفتاح والإصلاح

سلط شي الضوء على أهمية استضافة القمة في تيانجين، المدينة التي وصفها بأنها رائدة في الإصلاح والانفتاح في الصين.

وأوضح أن اختيار هذه المدينة الديناميكية يعكس التزام الصين بتعزيز التعاون الدولي ودفع التنمية المستدامة.

وأضاف أن تيانجين ستضخ حيوية جديدة في مسيرة منظمة شنغهاي، التي باتت تمثل نموذجًا للعلاقات الدولية القائمة على التعددية والاحترام المتبادل.

دور منظمة شنغهاي في بناء مصير مشترك

أكد الرئيس الصيني أن منظمة شنغهاي، التي توسعت من 6 دول مؤسسة إلى عائلة تضم 26 دولة تمتد عبر آسيا وأوروبا وإفريقيا، أصبحت قوة حاسمة في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية.

وأشار إلى أن المنظمة تجمع أسواقًا صاعدة ودولًا نامية رئيسية مثل الصين وروسيا والهند، مما يجعلها منصة مثالية لتعزيز الوحدة ودعم الحوكمة العالمية.

ودعا شي إلى الاستفادة من “روح شنغهاي” لدفع المنظمة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، يقوم على التعاون والتنمية المشتركة.

حضور دولي ونشاط دبلوماسي مكثف

شهدت القمة حضورًا بارزًا لقادة دول مثل روسيا والهند وإيران وتركيا، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية. وقبل انطلاق القمة، عقد الرئيس شي أكثر من 12 لقاءً ثنائيًا مع قادة الدول المشاركة، لمناقشة قضايا مثل الأمن الإقليمي، التعاون الاقتصادي، والتحديات العالمية.

ومن المقرر أن تشهد القمة، التي تستمر يوميين، مناقشات حول خطط التعاون المستقبلي وتحسين الحوكمة العالمية، بالإضافة إلى اجتماع “منظمة شنغهاي للتعاون بلس” لتعزيز الحوار مع الشركاء.

ختام فني يعكس الثقافة الصينية

اختتمت المأدبة بعرض فني مميز حضره الرئيس شي وعقيلته إلى جانب الضيوف، في لفتة تعكس الترحيب الحار والثقافة الصينية العريقة.

وحضر الفعالية مسؤولون صينيون بارزون، من بينهم تساي تشي، ووانغ يي، وتشن مين آر، ووانغ شياو هونغ، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذا الحدث.

قمة تاريخية بطموحات عالمية

تعد قمة تيانجين 2025 الأكبر في تاريخ منظمة شنغهاي للتعاون، حيث تجمع قادة وزعماء يمثلون نصف سكان العالم.

ومع توقعات بإصدار وثائق استراتيجية وتعزيز التعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتنمية، يبقى العالم في انتظار مخرجات هذه القمة التي قد تشكل علامة فارقة في مسيرة التعاون الدولي وتعزيز دور الجنوب العالمي في رسم مستقبل الحضارة الإنسانية.

عن وجه افريقيا