أخبار عاجلة

الأقصر للسينما الأفريقية: الأفلام تحيي النيل وتفتح حواراً عن قضايا المياه

 

سحر رجب

تستعد مدينة الأقصر، عاصمة الثقافة المصرية، لاحتضان الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، التي ستشهد عرض مجموعة متميزة من الأفلام التي تناقش قضايا المياه، في إطار تعاون استراتيجي مع مبادرة “Let’s Talk About Water”.

وأعلنت المخرجة عزة الحسيني، مديرة المهرجان، أن هذه الفعاليات تأتي لتسليط الضوء على العلاقة التاريخية والحيوية بين المصريين ونهر النيل، مع التركيز على التحديات البيئية والمناخية التي تهدد مستقبل الموارد المائية في القارة الأفريقية.

سينما من أجل المياه

يأتي هذا التعاون مع مبادرة “Let’s Talk About Water”، التي أسستها الباحثة ليندا ليلينتال، كخطوة رائدة لاستخدام الفن السينمائي كأداة لإثارة الحوار العام حول قضايا المياه.

تُعد المبادرة منصة دولية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية إدارة الموارد المائية ومواجهة التغير المناخي، من خلال تقديم أفلام تروي قصصاً إنسانية وبيئية مؤثرة.

وستعرض الدورة الجديدة من المهرجان مجموعة أفلام مختارة بعناية، تتناول قضايا مثل ندرة المياه، التلوث، وتأثير التغيرات المناخية على المجتمعات الأفريقية، مع التركيز على دور النيل كشريان حياة لمصر ودول المنبع.

النيل في قلب المهرجان

أكدت عزة الحسيني أن اختيار موضوع المياه كمحور رئيسي في هذه الدورة يعكس التزام المهرجان بتعزيز الوعي بقضايا البيئة والتراث الثقافي المرتبط بالنيل. وقالت في تصريح خاص: “النيل ليس مجرد نهر، بل هو رمز للهوية المصرية والأفريقية، ومن خلال السينما نسعى لإبراز أهميته وتحدياته”.

وأضافت أن الأفلام المعروضة ستتيح مناقشات عميقة حول كيفية حماية هذا المورد الحيوي في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

منصة للحوار والتأثير

تتيح فعاليات المهرجان منصة تفاعلية تجمع صناع الأفلام، والخبراء البيئيين، والجمهور، لمناقشة حلول مبتكرة لقضايا المياه. وتشمل الفعاليات عروضاً سينمائية تليها جلسات نقاش مع مخرجين وباحثين، بالإضافة إلى ورش عمل تهدف إلى إلهام الشباب الأفريقي للمشاركة في حماية البيئة.

كما يبرز التعاون مع مبادرة “Let’s Talk About Water” التزام المهرجان بدعم الحوار العابر للحدود، حيث يُعد المهرجان أحد أبرز المنصات الثقافية في أفريقيا لربط الفن بالقضايا الملحة.

دورة استثنائية في عاصمة الحضارة

تكتسب هذه الدورة من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أهمية خاصة، ليس فقط بسبب موضوعها البيئي، بل أيضاً لكونها تُقام في مدينة الأقصر، التي تُعد رمزاً للحضارة المصرية القديمة.

ومن المتوقع أن تجذب الفعاليات جمهوراً واسعاً من عشاق السينما، والمهتمين بالبيئة، والسياح الثقافيين، مما يعزز مكانة الأقصر كمركز إقليمي للفنون والثقافة.

ويؤكد مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الخامسة عشرة أن السينما ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة قوية للتغيير والتوعية. من خلال التركيز على قضايا المياه، يسعى المهرجان إلى إحياء الوعي بالتحديات البيئية التي تواجهها مصر وأفريقيا، مع تعزيز الروابط الثقافية بين شعوب القارة.

ففي الأقصر، يلتقي النيل بالسينما ليروي قصة الأمل والمسؤولية المشتركة في حماية مستقبلنا المائي.

عن وجه افريقيا