أخبار عاجلة

قوات الإنزال الجوي الروسية (VDV) – رأس الحربة المتقدمة للجيش الروسي

 

سحر رجب

تحتفل روسيا  في مثل هذا اليوم الثاني من أغسطس  بـ “يوم قوات الإنزال الجوي”، وهو حدث ضخم في روسيا.

حيث يُنظر إلى أفراد VDV على أنهم رمز للرجولة والانضباط والولاء.

تُعتبر قوات الإنزال الجوي الروسية، المعروفة اختصارًا  بVDV إحدى أكثر وحدات الجيش الروسي نخبوية، وتحظى بمكانة خاصة داخل المؤسسة العسكرية الروسية.

وتتميز هذه القوات بقدرتها العالية على التدخل السريع، والتنقل الجوي، والقيام بعمليات هجومية خاطفة خلف خطوط العدو، مما يجعلها رأس الحربة في العديد من عمليات الجيش الروسي داخليًا وخارجيًا.

 النشأة والتاريخ

تأسست رسميًا في عام 1930، كجزء من تجربة عسكرية في الجيش الأحمر السوفيتي.

وتطورت بسرعة خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة في عمليات الإنزال الجوي ضد القوات النازية.

وفي الحرب الباردة، لعبت دورًا مهمًا في خطط الردع السوفيتية، معززة بدعم جوي ونووي.

ولها تاريخ حافل بالعمليات العسكرية في أفغانستان (1979-1989)، الشيشان، جورجيا (2008)، أوكرانيا (2014 – وحتى الآن)، وسوريا (2015–).

التركيبة والتنظيم

تخضع قوات VDV مباشرة لقيادة وزارة الدفاع الروسية.

وتتكون من حوالي 45,000 – 60,000 جندي (تقديرات مفتوحة المصدر)، بما في ذلك القوات النشطة والاحتياطية.

تنقسم إلى فرق إنزال جوي (مثل فرقة

الحرس 106) ، ألوية هجومية محمولة جوًا.

وحدات دعم (اتصالات، استطلاع، هندسة، مضاد دبابات)، لواء قوات خاصة

(Spetsnaz VDV)، التدريب والتسليح

وتخضع قوات VDV لبرامج تدريب شديدة الصرامة تشمل: القتال القريب، والقفز

بالمظلات من ارتفاعات منخفضة وعالية.

الحرب الإلكترونية والاستطلاع.

وتسليحهم يشمل:

الأسلحة الفردية: بندقية AK-12، مسدسات، قاذفات RPG.

المركبات: ناقلات BMD-4M، مركبات BTR-D.

الدعم الجوي: مروحيات Mi-8، وطائرات نقل Il-76.

تُنقل الوحدات جواً ويتم إنزالها مع مركباتها المدرعة خفيفة الوزن.

وعن مهامها ودورها العملياتي يكمن في

الانتشار السريع: قوات جاهزة للانتقال جواً خلال ساعات إلى أي مسرح عمليات.

العمليات خلف خطوط العدو: قطع الإمدادات، تدمير القيادات، السيطرة على مواقع استراتيجية.

الدعم الداخلي: مكافحة الإرهاب في الأقاليم الروسية.

التدخل الخارجي: كما في سوريا وأوكرانيا.

إظهار القوة: استخدامها في الاستعراضات والمناورات الكبرى.

VDV في حرب أوكرانيا (2022–2025)

شاركت وحدات VDV في الموجة الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا.

حاولت السيطرة على مطار هوستوميل قرب كييف بإنزال جوي كثيف، لكنها واجهت مقاومة أوكرانية شرسة.

أدت خسائر فادحة في الأرواح والمعدات إلى تراجع مؤقت في استخدامها المكثف.

أعادت القيادة الروسية هيكلة مهام VDV لاحقًا، لتقوم بعمليات دعم النخبة على الجبهات الشرقية والجنوبية.

الرمزية والهوية

لون القبعة الأزرق الفاتح والمظلة الذهبية هما رمزان شهيران لـ VDV.

التحديات والانتقادات

تعرضت القوات لخسائر فادحة في بعض العمليات، ما فتح باب الانتقاد بشأن تكتيكات استخدامها.

ضعف التنسيق الجوي والبري أحيانًا أدى إلى عزل وحدات خلف خطوط العدو.

تطالب بعض الأوساط العسكرية بإعادة تعريف دور VDV بما يتناسب مع حروب الجيل الخامس والتكنولوجيا الحديثة.

ولا تزال قوات الإنزال الروسية VDV لا تزال أحد أعمدة القوات المسلحة الروسية، تجمع بين الانضباط الحديدي والمرونة التكتيكية.

لكنّ التغير في طبيعة الحروب الحديثة يفرض عليها تطوير عقيدتها القتالية، خاصة مع التجارب الدامية التي خاضتها في أوكرانيا. مستقبل هذه القوة يعتمد على قدرتها على التأقلم مع التحديات الجديدة وتحديث منظوماتها التقنية والاستراتيجية.

 

عن وجه افريقيا