إعلان مبادئ بين الكونغو وحركة 23 مارس لإنهاء الصراع في الدوحة

 

سحر رجب

شنّت حركة M23، المدعومة من رواندا، في يناير 2025 هجومًا شنيعا، حيث سيطرت خلاله على مدينتي غوما وبكافو في مقاطعتي كيفو الشمالية والجنوبية، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين وتشريد مئات الآلاف داخليًا وخارجيًا، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

رغم أن كل من الكونغو ورواندا وقعتا اتفاق سلام في واشنطن في 27 يونيو 2025، إلا أن M23 لم تكن شريكة، مما جعل الحوار مفتقدًا لعنصر أساس.

وعن محتوى الاتفاق في دوحة الدوحة يوم 19 يوليو 2025 حيث جرى التوقيع فى

الدوحة، شارك فيه ممثلو حكومة الكونغو (من ضمنهم Sumbu Sita Mambu) وممثلو M23 (مثل Benjamin Mbonimpa)، بحضور وساطة قطرية بمشاركة من الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية.

أبرز نقاط الاتفاق

تم الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ قبل 29 يوليو 2025.

كما نص الاتفاق على بدء المفاوضات الرسمية بين الطرفين في موعد أقصاه 8 أغسطس 2025، على أن يُبرم اتفاق نهائي خلال 10 أيام من بدء الحوار.

واحترام سيادة الأراضي الكونغولية، وتحريم الهجمات الجوية والبرية والبحرية عند سريان وقف النار.

كما نص الاتفاق المبدئ إنشاء آلية مراقبة مشتركة وتحقق لضمان الالتزام.

وإطلاق سراح المعتقلين وسط التزام بآلية لإعادة اللاجئين بأمان وكرامة.

والتعاون مع بعثة الأمم المتحدة في الكونغو (MONUSCO) والمؤسسات الإقليمية لحماية المدنيين.

نقاط تباين التفسيرات

شددت الحكومة الكونغولية أن الاتفاق يتضمن انسحابًا غير قابل للتفاوض لـM23 من المناطق المحتلة.

في حين ترى M23 أن المسألة تتعلق بإنشاء آليات لتعزيز قدرات الدولة، وليس انسحابًا صريحًا، تاركة جدولة العودة لمرحلة لاحقة من الحوار.

التحديات والمآخذ المحتملة

استمرار النزاعات على الأرض، خاصة في مناطق كيفو، رغم توقيع الاتفاق، مما يعكس هشاشة الوضع الأمني.

خلافات حول انسحاب قوات M23 ورواندا وعودة مؤسسات الدولة.

يرى عدد من المراقبون غياب تفاصيل واضحة بشأن إطلاق سراح المعتقلين، فتح البنوك، وعودة الخدمات الحيوية في المناطق التي تسيطر عليها M23.

كما أن بعض الملفات الحساسة  لم تحسم بعد مثل العدالة الانتقالية والمساءلة عن الانتهاكات، مما يثير قلقًا حول إمكانية تحقيق سلام دائم وشامل.

وعن أهمية الاتفاق في الإطار الإقليمي

والدولي، يمثل انخراطًا مباشرًا لأول مرة لـM23 في اتفاق سلام رسمي، وهو أمر أساسي لحل شامل.

قُدِّر الاتفاق بكونه خطوة دبلوماسية مهمة في ظل وساطة قطرية أمريكية وإقليمية، مع دعم من الاتحاد الأفريقي، SADC، والمجتمع الدولي.

كما يُنظر إلي الاتفاق  على أنه بداية لنظام اقتصادي إقليمي” محتمل يرتبط بإطار تعاون اقتصادي وتكامل حتى يتعلق بإدارة الموارد التعدينية لإفريقيا الشرقية ضمن مناطق النفوذ الأمريكي والإقليمي.

مراحل الاتفاق

تبدأ وقف إطلاق النار قبل 29 يوليو 2025

ثم بعد ذلك تبدأ المفاوضات الرسمية 8 أغسطس 2025 ويتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي في غضون 10 أيام من بدء الحوار (أي قبل 18 أغسطس)

نخلص من ذلك الاتفاق الموقع في الدوحة هو خطوة بارزة نحو تحقيق فض للنزاع في شرق الكونغو، إذ اقتربت أطراف الصراع من توقيع إعلان مبادئ يرتكز حول وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وتفعيل آليات الدولة. لكن يبقى نجاحه مرهونًا بإطلاق المفاوضات ضمن الجدول الزمني، وتوضيح نقاط الخلاف الأساسية، لا سيما انسحاب M23 وإعادة بناء الثقة والعدالة الاجتماعية.

 توصيات لتطوير السلام

التأكد من تطبيق آلية مراقبة شفافة ومستقلة.

إشراك المجتمع المدني والنازحين والمجتمعات المحلية في المفاوضات.

معالجة ملفات العدالة الانتقالية والمساءلة عن الانتهاكات.

ضمان عودة الخدمات العامة والمصارف والبنى التحتية إلى المناطق المحررة.

 

عن وجه افريقيا