سحر رجب
تجددت نيران الصراع في سوريا مع شن طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية مكثفة على مواقع متعددة داخل الأراضي السورية اليوم الأربعاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف القوات السورية، وتصاعد حدة التوتر في منطقة تعاني أصلاً من ويلات الحرب.
وذكرت مصادر محلية وعسكرية أن الغارات، التي استهدفت على ما يبدو مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية في محيط دمشق وحمص، تسببت في انفجارات عنيفة هزت المنطقة.
وتشير الأنباء الأولية إلى أن الحصيلة البشرية شملت سقوط عدة قتلى من الجنود السوريين، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأعلنت وزارة الصحة السورية سقوط 13 مصابا في الغارات الإسرائيلية على العاصمة دمشق حتى الآن.
وأوضح المكتب الإعلامي بوزارة الصحة السورية – في تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا) – أن 13 شخصا أصيبوا جراء غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي على دمشق.
وتأتي هذه الغارات في سياق تصاعد وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية للأراضي السورية خلال الأشهر الماضية، حيث دأبت إسرائيل على شن غارات جوية تزعم أنها تستهدف شحنات أسلحة إيرانية أو مواقع تابعة للميليشيات الموالية لإيران في سوريا. وتؤكد إسرائيل مراراً أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري قرب حدودها الشمالية.
من جانبها، أدانت الحكومة السورية هذه الاعتداءات المتكررة، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادتها ووحدة أراضيها، وتزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة. كما حذرت من تداعيات هذه الهجمات على استقرار المنطقة برمتها.
وفي الوقت نفسه أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، بما في ذلك تلك التي طالت مقر هيئة الأركان في دمشق، ومحيط القصر الرئاسي.
واعتبرت الجامعة العربية – وفق بيان – أن هذه الغارات تُمثل اعتداء صارخاً على سيادة دولة عربية عضو في الجامعة وفي منظمة الأمم المتحدة، بما يُمثل انتهاكاً للقانون الدولي واستهانة بقواعد النظام الدولي.
يعيش المواطنون السوريون، الذين أنهكتهم سنوات الحرب، حالة من القلق والترقب مع كل غارة جديدة، حيث باتت حياتهم عرضة للخطر في أي لحظة. وتطرح هذه التطورات تساؤلات جدية حول مستقبل الاستقرار في سوريا، ومدى قدرة المجتمع الدولي على احتواء هذا التصعيد المستمر.
وبينما تتواصل عمليات تقييم الأضرار والبحث عن ناجين في المواقع المستهدفة، يبقى شبح التصعيد العسكري يلقي بظلاله على المنطقة، وينذر بمزيد من الخسائر البشرية والمعاناة في بلد أنهكته الحروب والنزاعات.