سحر رجب
أحييت سفارة تركيا في القاهرة اليوم الثلاثاء “يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية” الذي يصادف الاحتفال بالذكرى التاسعة في 15 يوليو، نظم اليوم تحت شعار” النصر هو تركيا”.
وحضر الحفل الذي نظمته السفارة ضم نحو 250 ضيفًا من بينهم عدد من سفراء الدول المختلفة مثل أذربيجان، البانيا ، بروني، إندونيسيا، الفلبين ، العراق، قطر ، كمبوديا، منغوليا ، باكستان ، قازستان، سلوفانيا ، شيلي ، السنغافورة، فينزويلا ، فيتنام ، تنزانيا المقيمين في القاهرة، وسفير ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، والقائم بالاعمال للسفارة السورية بالقاهرة وممثلون عن المجتمع المصري، وأعضاء مجلس الشيوخ والأكاديميين وسائل الصحافة والاعلام ورجال الأعمال الأتراك وعدد من المواطنين.
بدأ الاحتفال صباحا حيث زار أعضاء السفارة التركية في القاهرة مقبرة الشهداء الأتراك في القاهرة أولاً ووقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح 4500 مواطن تركي استشهدوا على جبهة فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى أولئك الذين استشهدوا في 15 يوليو.
وتم تلاوة القرآن الكريم، والترحم والصلاة على أرواح الشهداء.
ووقع صالح موطلو شن، سفير تركيا في القاهرة، على كتاب الشهداء التذكاري.
في المرحلة الثانية من الاحتفال الذي أُقيم بمقر السفارة الرسمي، تمت المراسم بعُزف النشيدان الوطنيان التركي والمصري، بعد وقف دقيقة الحاضرون دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء 15 يوليو.
كما تضمنت الفعالية عرض فيديو ومعرضًا للصور الفوتوغرافية حول أحداث 15 يوليو، الذي تم أعداده من إدارة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية.
وقال السفير صالح موطلو سفير تركيا في مصر خلال الاحتفال أنه على الرغم من مرور تسع سنوات على المحاولة الانقلابية المشئومة في تركيا في 15 يوليو، فإن آثار تلك المحاولة لا تزال حاضرًة في الذاكرة.
وأوضح شن أن مصير الوحدة الوطنية والديمقراطية في تركيا قد تغير بشكل حاسم ولا رجعة فيه في الخامس عشر من يوليو، حيث أصبحت في يد الشعب التركي ذو المخالب الفولاذية.
وذكر السفير شن أنه في 15 يوليو 2016، أظهرت الديمقراطية التركية نضجها ورشدها برفضها تسليم إرادتها ورئيسها لمدبري الانقلاب الذين قاموا بتلك المحاولة الانقلابية الغادرة، حيث خرج الشعب إلى الشوارع ووقف أمام الدبابات والأسلحة وضحى بحياته من أجل هذه القضية.
وأضاف شن أن الجمهورية تركية توجت جمهوريتها بالديمقراطية بشكل قاطع ونهائي في هذا اليوم .
وأشار السفير شن أن البلاد خرجت من حافة كارثة كبرى وفوضى في 15 يوليو 2016، ومن الآن فصاعدا، أظهرت الجمهورية التركية إرادتها في حمل البلاد إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقا وازدهارا بروح الوحدة والتضامن والتكاتف مع الأمة التركية.
وعدد السفير شن المحاولات الانقلابية العديدة التي واجهت بلاده على مر تاريخها، بدأ من عام 1960 و1971 و80 و1997 وأوائل القرن الحادي والعشرين.
في عام 1960، حكم مدبرو الانقلاب على عدنان مندريس، محبوب الأمة التركية، بالإعدام في محاكمة غير شرعية، لم تنس الأمة التركية هذه الحادثة أبدًا، واستنادًا إلى التجربة المريرة التي تعلمتها من هذه التجربة، فقد حموا ودافعوا عن الرئيس رجب طيب أردوغان وأصبحوا درعا له.
وأشار السفير شن أن الديمقراطية نعمة تحققت بجهد كبير ودم وعرق، موضحا أنه نتيجة لهذه الإنجازات، أصبحت إرادة الأمة وانتصارها الآن في أيدٍ أمينة، وأنه من الآن فصاعدًا، لن تفكر أي قوة أو شريحة من شرائح المجتمع في تركيا بالقيام بأي محاولة للانقلاب مرة أخرى.
وأشار السفير شن إلى أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي توحدها مبادئ “دولة واحدة وأمة واحدة وعلم واحد ووطن واحد” أصبحت لاعباً دولياً رائداً في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، داعمةً للسلام والأمن والاستقرار والتنمية في منطقتها والعالم.
وأكد أن تركيا، مدعومةً بديمقراطيتها ووحدتها الوطنية وإرادتها السياسية القوية والحازمة، تسعى جاهدةً لنشر ثقافة السلام والازدهار في منطقتها وخارجها.
وذكر أن تركيا في مقدمة الجهود التي تهدف إلى إرساء الاستقرار والمصالحة والوحدة الوطنية في سوريا، والعراق وضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقة القوقاز، من خلال ضمان الوحدة الوطنية وسلامة أراضي الدول الشقيقة والمجاورة، كما هو الحال في كاراباخ.
صرح السفير شن بأنه انطلاقًا من هذا الفهم والمنظور، تتشارك تركيا ومصر، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي، التزامًا مشتركًا بالتنمية والتعاون الاقتصادي القائم على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي.
كما أكد على أهمية قيام البلدين بضمان الحوار والتشاور والتنسيق بشأن جميع القضايا الممكنة لمواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومعالجة المشاكل الإقليمية، وتعزيز الاستقرار والتعاون وتوفير بيئة آمنة في جميع أنحاء المنطقة.
وفي ضوء هذه التطورات، واستلهامًا من الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الوثيقة بين الشعبين التركي والمصري، أشار السفير شن إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين قد تعمق تدريجيًا في السنوات الأخيرة.
وأكد السفير شن أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان عازمة على تطوير علاقاتها مع مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المجالات وتعميق التعاون، لأن مصير الشعبين التركي والمصري ومستقبلهما لا يمكن تحديدها وتعزيزها إلا من خلال العمل معا والإنتاج معا والسير معا.