سحر رجب- وجدي عبد العزيز
قال سفير الفلبين بالقاهرة عز الدين تاجو، إن السفارة الفلبينية فى مصر هى أول بعثة فلبينية تم إنشاؤها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وقامت هذه الشراكة طويلة الأمد على الإحترام المتبادل والقيم المشتركة والإلتزام بالتعاون فى المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية والإنسانية.
وأكد، أن الدفء والتضامن بين شعبينا كان واضحًا بشكل خاص خلال الأزمات الأخيرة، حيث قدمّت مصر مساعدة شديدة الأهمية خلال إجلاء الفلبينيين من السودان وغزة -ونحن ممتنون جداً لذلك.
جاء ذلك خلال كلمته، فى حفل نظمته سفارة الفلبين بالقاهرة بمناسبة الذكرى 127 لإعلان استقلال الفلبين.
وتابع السفير: هذا الإنجاز بين البلدين هو ثمرة ما يقرب من عامين من المفاوضات الدؤوبة، وتقييمات مخاطر الآفات، والتعاون التنظيمى بين الحكومتين الفلبينية والمصرية.
وأضاف، لطالما ذكرت أن الفلبينيين والمصريين متشابهين إلى حد كبير، لدينا عدد السكان الذى يزيد عن 100 مليون نسمة بالإضافة إلى متوسط عمر الشباب الذى يبلغ بين 22 و 24 عاما.
كما يعمل البلدين فى هذه الفترة على تسخير فرص النمو الاقتصادى من خلال التركيبة السكانية الشابة لدينا، ونتشارك نفس قيم الأسرة، بالإضافة إلى الحب والفخر ببلدينا فى السنوات القادمة، ونتطلع إلى توسيع تعاوننا مع مصر فى مجالات التجارة والإستثمار والسياحة والتواصل بين الشعبين.
فيما يتعلق بالتجارة والزراعة، أشار السفير إلى وصول المنتجات الزراعية للأسواق المحلية لكل من الفلبين ومصر – الخوخ المصرى إلى الفلبين، والدوريان الفلبينى إلى مصر، مضيفًا، يسعدنى أن أعلم أن المصريين سيتعرفون قريبًا على “الدوريان” ملك الفواكه وهى فاكهة استوائية تشتهر برائحتها الزكية، وفى الوقت نفسه تتميز بنكهتها الفريدة والكريمى واللذيذة.
وهو يعكس الثقة الدولية المتزايدة فى أنظمة صحة وسلامة النباتات فى بلدنا، وإمتثالنا للمعايير التنظيمية الصارمة.
وأعرب السفير، عن أمله أن يكون هناك تبادل تجارى مستمر للمنتجات الزراعية بين البلدين، مؤكدًا، أن الوصول الجديد إلى السوق المصرية يبشر بفرص مثيرة لتوسيع رقعة الزراعية الفلبينية ومشاركة فاكهتنا الإستوائية المحبوبة فى جميع أنحاء العالم.
وقال: كان من دواعى سرورى تمثيل بلدى هنا لبناء الجسور وتوطيد الصداقات وتعميق التفاهم المتبادل، مضيفًا، بالطبع لم تنتهى علاقتى بمصر والشعب الرائع الذى التقيته.
والروابط التى عززناها ليست مجرد إنجازات دبلوماسية بل هى علاقات إنسانية وعلاقات ثقة واحترام وصداقة حقيقية.
ودعا الجميع لزيارة الفلبين لتجربة كرم الضيافة الفلبينى عن كثب والاستمتاع بجانبها ومناظرها الطبيعية الخلابة، مضيفًا، نفخر بتراثنا الفريد وثقافتنا النابضة بالحياة وهى مزيج من التقاليد الأصيلة وتأثيرات شكّلت هويتنا.
ومن جهة أخرى، قال السفير: تُمثل هذه المناسبة لحظة مهمة فى تاريخ الفلبين حيث أعلن الجنرال الفلبينى إميليو أجوينالدو إستقلال الفلبين فى 12 يونيو 1898.
فى ذلك اليوم التاريخى، رُفع العلم الفلبينى لأول مرة، وعُزف النشيد الوطنى.
وأضاف، على الرغم من الإعتراف بالإستقلال التام فى 4 يوليو 1946، إلا أن يوم 12 يونيو هو يومنا الوطنى الذى نحتفل به بفخر تكريمًا لشجاعة وتضحيات أبطالنا الوطنيين.
فى هذا اليوم، نخلد ذكرى نضالنا وإنتصاراتنا الماضية، ونُشيد أيضًا بمسيرتنا المستمرة نحو التقدم والسلام والازدهار، وهذا يتماشى مع شعار الإحتفال “الحرية، التاريخ، المستقبل”.
وتابع السفير: على الرغم من التحديات، تواصل الفلبين نموها الإقتصادى فى الشهور التسعة الأولى من عام 2024، نما الإقتصاد الفلبينى بمعدل متوسط 5.8% بينما تحسن التضخم بشكل ملحوظ ضمن أهداف الحكومة.
نتيجة لإستمرار التعافى والإصلاحات، تسير البلاد على الطريق الصحيح للإنتقال من وضع الدخل المتوسط الأدنى إلى الدخل المتوسط الأعلى بحلول عام 2026.
وبالنسبة لمنطقة جنوب شرق آسيا، تُعد الفلبين عضوًا فى رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، وهى منظمة تأسست عام 1967 لتعزيز النمو الإقتصادى والتقدم الإجتماعى والتنمية الثقافية، بالإضافة إلى السلام والإستقرار الإقليمى بين أعضائها.
وأضاف السفير، هنا فى مصر تُمثل رابطة دول الآسيان تسع 9 بعثات دبلوماسية، تشمل بروناى وكمبوديا وإندونيسيا وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.
فى عام 2026، ستتولى الفلبين رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا بعد رئاسة ماليزيا الناجحة هذا العام.
وتتطلع الفلبين إلى تعزيز رؤية مجتمع الآسيان 2045، التى تهدف إلى بناء رابطة مرنة ومبتكرة وديناميكية ومتمحورة حول الإنسان بحلول عام 2045.
واختتم السفير كلمته قائلًا: الليلة نخصّص لحظة أيضًا لتسليط الضوء على الصداقة القوية بين الفلبين ومصر، حيث إزدهرت علاقاتنا الدبلوماسية على مدار 79 عامًا (80 عامًا العام المقبل) منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية فى 3 مارس 1946.
حضر الحفل كل من: وزير الزراعة علاء فاروق، د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف المصرى الكبير، السفير أحمد شاهين مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية، السفير حازم الطاهرى نائب مساعد وزير الخارجية السابق، السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق،
كما حضر عدد من السفراء منهم: فيتنام، الأردن، قطر، سنغافورة، تركيا، كمبوديا، كوريا الجنوبية، الكاميرون، البوسنة والهرسك، تايلاند، مالطا، اليونان، بنما، سريلانكا، أرمينيا، البرتغال، ألبانيا، الفاتيكان، أيرلندا، اليابان، روسيا، بروناى، الأرجنتين، السودان، ميانمار، قبرص، المجر، سلطنة عمان، بولندا، الاتحاد الأوروبى، أذربيجان، أنجولا، سلوفينيا، ماليزيا، شيلى، أستراليا، ليتوانيا.